تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثاني عشر في ذكر الإيمان وخصاله وأخلاق المؤمن وما يتصل بذلك

صفحة 266 - الجزء 1

  وَالرِّضَاءُ بِالْقَضَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «حُلَمَاءُ حُكَمَاءُ عُلَمَاءُ، كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ فَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»⁣(⁣١).

  ٣٠٩ - وبه قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصُّولي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالرحمن البحري، قال: حدثنا أبو الوليد⁣(⁣٢)، قال: حدثنا شعبة⁣(⁣٣)، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيد⁣(⁣٤)، عن البراء بن عازب:

  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سُئِلَ فِي قَبْرِهِ فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ ø: {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ}⁣[إبراهيم: ٢٧]»⁣(⁣٥).


(١) رواه الإمام القاسم بن إبراهيم # في مسائل ولده محمد بن القاسم @ من مجموعه ٢/ ٦٥٦، وله شواهد منها ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١٠/ ١٩٢ وأبو طالب المكي في قوت القلوب ٢/ ٦٤ وأبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين ٤/ ٣٤٤، والمتقي في كنز العمال ١/ ٢٧٤.

(٢) أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ عبدالملك الْبَاهِلِيُّ.

(٣) شعبة - بضم الشين المعجمة بعدها عين ساكنة مهملة ثم موحدة - ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام أحد مشاهير الحفاظ الواسطي نزيل البصرة وهو الذي روى كما سبق حديث: «مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم» كما مر في الباب الثامن لما قام إبراهيم بن عبدالله @ وهو من تابعي التابعين، روى عن أنس بن سيرين وثابت البناني وغيرهما، مات سنة ستين ومائة. وعلقمة بن مرثد الحضرمي أبو الحارث الكوفي روى عن شعبة وغيره. (هامش هـ).

(٤) سعد بن عبيد هو مولى عبدالرحمن بن أزهر أبو عبدالله المدني روى عن علي # مات سنة ثمان وتسعين. (هامش هـ).

(٥) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ١٠٩ وأحمد في المسند ٣٠/ ٤٣٥ وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٣/ ٥٣ والبخاري في صحيحه ٦/ ٨٠ ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٢٠١، وروى الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ٢/ ٤١٧ بإسناده عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ ÷: «{يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ}، قَالَ: عِنْدَ مُسَاءَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ فِي الْقَبْرِ». وبإسناده عَنْ حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ وَالْإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ $: {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ} قَالُوا: عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِي الْقَبْرِ.