تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك

صفحة 305 - الجزء 1

  مُصَفًّى، مَعَ أَزْوَاجٍ مُطَهَّرَةٍ، وَحُورٍ عِينٍ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ، مَعَ حِلْيَةٍ، وَآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَلِبَاسِ السُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ، وَالْفَوَاكِهِ الدَّائِمَةِ، وَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ فَتَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، فَلَا تَزَالُ الْكَرَامَةُ لَهُمْ حِينَ وَفَدُوا إِلَى خَالِقِهِمْ، وَقَعَدُوا فِي دَارِهِ وَنَالَهُمْ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ. فَاسَلُوا اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهلِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ خُلِقُوا لَهَا وَخُلِقَتْ لَهُمْ.

  عِبَادَ اللهِ اتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ كَنَعَ فَخَنَعَ، وَخَنَعَ فَوَجِلَ، وَوَجِلَ فَحَذِرَ، وَاجْتَنَبَ هَائِبًا وَنَجَا هَارِبًا وَأَفَادَ ذَخِيرَةً وَطَابَ سَرِيرَةً، وَقَدَّمَ لِلْمَعَادِ، وَاسْتَظْهَرَ بِالزَّادِ، وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِمًا وَخَصِيمًا، وَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَابًا وَنَوَالًا وَكَفَى بِالنَّارِ عِقَابًا وَنَكَالًا)⁣(⁣١).

  ٣٥٩ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، قال: حدثني موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثني إسحاق بن محمد بن عبدالله التيمي، عن أبي الجارود:

  أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @ خَطَبَ أَصْحَابَهُ حِينَ ظَهَرَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِالْبَصِيرَةِ، وَجَعَلَ لَنَا قُلُوبًا عَاقِلَةً، وَأَسْمَاعًا وَاعِيَةً، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ الْخَيْرَ شِعَارَهُ وَالْحَقَّ دِثَارَهُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَصَدَّقَ بِهِ الصَّادِقِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ الطَّاهِرِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ وَأُسْرَتِهِ، وَالْمُنْتَجَبِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَهْلِ وِلَايَتِهِ، أَيُّهَا النَّاسُ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ وَانْقِطَاعِ الْأَمَلِ، فَوَرَاءَكُمْ طَالِبٌ لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ إِلَّا هَارِبٌ هَرَبَ مِنْهُ إِلَيْهِ، فَفِرُّوا إِلَى اللهِ بِطَاعَتِهِ، وَاسْتَجِيرُوا بِثَوَابِهِ مِنْ عِقَابِهِ، فَقَدْ أَسْمَعَكُمْ، وَبَصَّرَكُمْ، وَدَعَاكُمْ إلَيْهِ، وَأَنْذَرَكُمْ، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ بَعْدَكُمْ؛ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة: ١٢٢] {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ


(١) رواه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ٢/ ٤٢٧ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ١/ ٧٨، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١/ ١٢٢ - ١٢٣ والسيوطي في جامع الأحاديث ٢٩/ ٤٥٩.