الباب السابع عشر في صلاة الجمعة وما يتصل بذلك
  قال السيد الإمام أبو طالب الحسني ¥: هَذَا الْخَبَرُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ انْعِقَادَ الْجُمُعَةِ مَشْرُوطٌ بِوُجُودِ الْإِمَامِ، وَوَصْفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْإِمَامَ بِأَنَّهُ يَكُونُ عَدْلًا أَوْ جَائِرًا الْمُرَادُ بِهِ: أَنْ يَكُونَ عَدْلًا فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، أَوْ عَدْلًا فِي الظَّاهِرِ وَإِنْ كَانَ جَائِرًا فِي الْبَاطِنِ؛ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ الِاعْتِبَارَ فِي التَّكْلِيفِ بِالظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ، وَأَنَّ الْعِصْمَةَ فِي الْبَاطِنِ غَيْرُ مُعْتَبَرَةٍ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ أَنْ يَكُونَ جَائِرًا فِي الظَّاهِرِ؛ فَقَدْ دَلَّ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ هَذَا بِقَوْلِهِ # فِي آخِرِ الْخُطْبَةِ: «وَلَا يَؤُمُّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا».
  ٤٢٩ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن مسبح، قال: حدثنا عصمة بن خالد، عن موسى بن عثمان، عن أَبَان، عن أنس قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «أَرْبَعٌ لَيَالِيهِنَّ كَأَيَّامِهِنَّ، وَأَيَّامُهُنَّ كَلَيَالِيهِنَّ يُجْزِلُ اللهُ فِيهَا الْقِسَمَ، وَيُعْطِي فِيهَا الْجَزِيلَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَصَبِيحَتُهَا، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَصَبِيحَتُهَا، وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ وَصَبِيحَتُهَا، وَلَيْلَةُ عَرَفَةَ وَصَبِيحَتُهَا»(١).
  ٤٣٠ - وبه قال: أخبرنا عبدالله بن عدي بن عبدالله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبدالله الحسين بن محمد بن الضحاك بمصر، قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا عبدالعزيز، عن محمد بن حُمَيْد(٢)، عن موسى بن وردان، عن أنس بن مالك:
  عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: «الْتَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُتَحَرَّى فِي الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ»(٣).
(١) رواه السيوطي في الجامع الكبير ٤/ ٢١٤ والمتقي الهندي في كنز العمال ١٢/ ٣٢٢.
(٢) الصواب: محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المدني، ويلقب بحماد بن أبي حميد، تمت.
(٣) رواه ابن عدي في الكامل ٧/ ٤١١ والترمذي في السنن ٢/ ٣٦٠ والحسن بن رشيق في جزء الحديث ص ٤٩ والبزار في مسنده ١٢/ ٣٥٤ والطبراني في الكبير ١/ ٢٥٨ والأوسط ١/ ٤٩ وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ١/ ٢١٧ والبغوي في شرح السنة ٤/ ٢٠٩ والمنذري في الترغيب ١/ ٢٨٤.