الباب الثاني والعشرون في الزكاة والصدقة وما يتصل بذلك
  الحسين الكوفي، قال: حدثنا عقبة بن الزبير، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن حميد الطويل، عن أنس، قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةً وَزَكَاةُ الدَّارِ بَيْتُ الضِّيَافَةِ»(١).
  ٥٢٧ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو عبدالرحمن المقرئ، قال: حدثنا المسعودي، عن عبدالملك بن عمير، عن ابن جرير بن عبدالله البَجَلِي، عن أبيه قال:
  قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷ نَفَرٌ مِنَ مُضَرٍ بِهِمْ حَاجَةٌ وَضُرٌّ شَدِيدٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ÷ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ}[النساء: ١] ... الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: «لِيَتَصَدَّقِ الرَّجُلُ مِنْ دِينَارِهِ، لِيَتَصَدَّقِ الرَّجُلُ مِنْ دِرْهَمِهِ، لِيَتَصَدَّقِ الرَّجُلُ مِنْ بُرِّهِ، لِيَتَصَدَّقِ الرَّجُلُ مِنْ شَعِيرِهِ، لِيَتَصَدَّقِ الرَّجُلُ مِنْ تَمْرِهِ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِشَيْءٍ فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَهُ فِي كَفِّ رَسُولِ اللهِ ÷ يَسْتَبْشِرُ وَيَتَهَلَّلُ لِذَلِكَ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْنَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ ÷ كُومَيْنِ(٢) مِنْ طَعَامٍ وَمِنْ ثِيَابٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»(٣).
(١) أخرجه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص ٤٠٤، واتفقا سندا ومتنا وشيخا، وأخرجه الرافعي في تاريخ قزوين ٤/ ٢٤، من طريق شعبة عن ثابت عن أنس، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٧/ ٣٤٤، ورواه السيوطي في جامع الأحاديث ١٧/ ٤٦٩، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٥/ ٣٩٠.
(٢) هكذا في نسخة «ب» وفي «ج» بضم الكاف لكن في «ج» قلم تصحيح بفتحها. وهو الصواب الموافق لما في الصحاح وغيرها «كَوْمَيْنِ».
(٣) أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٣٥٠، ومسلم في صحيحه ٢/ ٧٠٤، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣١/ ٥١٠، وابن الجعد في مسنده ص ٨٩، وأبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ٥٥، والبزار في مسنده ١٠/ ١٤٥، والنسائي في السنن الكبرى ٣/ ٦٠.