تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع والعشرون في فضل الصيام والاعتكاف وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك

صفحة 428 - الجزء 1

  ٥٧٥ - وبه قال: حدثنا حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن قارن، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الطبركي، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله بن بُكير، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن عبدالله بن عمر، قال:

  ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ÷ رَمَضَانَ فَقَالَ: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ»⁣(⁣١).

  قال السيد الإمام أبو طالب ¥: مَعْنَى قَولِهُ: «اقْدِرُوا لَهُ» أَيْ: قَدِّرُوهُ بِالشَّهْرِ الْمُتَقَدِّمِ⁣(⁣٢).

  ٥٧٦ - وبه قال: حدثنا أبو علي حَمْد بن عبدالله، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن قارن، قال: حدثنا أبو معين الحسين بن الحسن الطبركي، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله بن بُكير، قال: حدثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

  أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»⁣(⁣٣).

  ٥٧٧ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا يزيد بن


= وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٢/ ١٦٨، وابن خزيمة في صحيحه ٢/ ١٠٥٢، وأبو داود الطيالسي في مسنده ١/ ١٨١، وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٢/ ٣٥٣، والنسائي في السنن ٤/ ١٥٨.

(١) أخرجه مالك بن أنس في الموطأ ت عبد الباقي ١/ ٢٨٦، والموطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني ص ١٢٢، ورواية أبي مصعب الزهري ١/ ٢٩٧، ومسند الموطأ للجوهري، ص ٥١٥، وفي ت الأعظمي ٣/ ٤٠٧، وابن وهب في الجامع ت رفعت فوزي ١/ ١٨١، والبخاري في صحيحه ٣/ ٢٧، ومسلم في صحيحه ٢/ ٧٥٩، والشافعي في مسنده ترتيب سنجر ٢/ ٩٩، وأحمد في المسند ط الرسالة ٩/ ٢١٨.

(٢) قال البغوي في شرح السنة ٦/ ٢٣٠: وَقَوْلُهُ: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ»، أَيْ: خَفِيَ عَلَيْكُمْ، مِنْ قَوْلِكَ: غَمَمْتُ الشَّيْءَ: إِذَا غَطَّيْتُهُ، فَهُوَ مَغْمُومٌ. وَقَوْلُهُ: «فَاقْدُرُوا لَهُ»، مَعْنَاهُ: التَّقْدِيرُ لَهُ بِإِكْمَالِ الْعَدَدِ ثَلاثِينَ، يُقَالُ: قَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدُرُهُ، وَأَقْدُرُهُ قَدْرًا بِمَعْنَى: قَدَّرْتُهُ: تَقْدِيرًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ ٢٣}. وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ التَّقْدِيرُ بِحِسَابِ سَيْرِ الْقَمَرِ فِي الْمَنَازِلِ، أَيْ: قَدِّرُوا لَهُ مَنَازِلَ الْقَمَرِ، فَإِنَّهُ يَدُلُّكُمْ عَلَى أَنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ أَوْ ثَلاثُونَ.

(٣) أخرجه مالك بن أنس في الموطأ مالك ت الأعظمي ٣/ ٤٦٠، وفي ت عبد الباقي ١/ ٣١٩، وفي موطأ مالك رواية محمد بن الحسن الشيباني ص ١٣١، وفي موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري ١/ ٣٤٠، والدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس ص ١٦١.