الباب الرابع والعشرون في فضل الصيام والاعتكاف وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك
  هارون، قال: حدثنا الجُرَيْرِي(١)، عن أبي العَلاء(٢) بن الشِّخِّير قال:
  كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ(٣) فِي سُوقِ الْإِبِلِ بِأَعْلَى الْمِرْبَدِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَأُ، فَقَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ كَتَبَهَا لِي، فَأَخَذْتُهَا فَإِذَا فِيهَا: «مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْسٍ إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَفَارَقْتُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَعْطَيْتُمُ الْخُمُسَ مِمَّا غَنِمْتُمْ، وَأَقْرَرْتُمْ بِسَهْمِ النَّبِيِّ وَصَفِيِّهِ، فَإِنَّكُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ».
  فَسَأَلْتُهُ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ÷ شَيْئًا تُحَدِّثُنَا بِهِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ إِحَنِ صَدْرِهِ فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ غَيْرِ رَمَضَانَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ÷؟ فَقَالَ: لَا أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنِّي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷، وَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ ثُمَّ ذَهَبَ(٤).
(١) في نسخة الحريري والصواب ما في المتن وهو الجريري بضم الجيم وفتح الراء الأولى وكسر الثانية بينهما مثناة من تحت وهو أبو مسعود سعيد بن إياس البصري يروي عن أبي العلاء بن الشخير وعن غيره، مات سنة أربع وأربعين ومائة. (هامش هـ).
(٢) اسمه يزيد بن عبدالله بن الشخير العامري البصري مات سنة ثمان ومائة، وقيل: سنة إحدى عشرة ومائة. (هامش هـ).
(٣) مطرف - بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء المشددة وبعدها فاء - ابن عبدالله الشخير - بكسر الشين والخاء المعجمتين المشددتين - الحرشي - بفتح الحاء المهملة والراء وبالشين المعجمة المكسورة قبل ياء النسب - منسور إلى أحرش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن أبو عبدالله البصري أحد مشاهير التابعين، يروي عن علي # وأبي ذر وغيرهما، ويروي عنه أخوه أبو العلاء المذكور وغيره، مات سنة خمس وتسعين. والأعرابي هو النمر بن تولب العكلي كان أحد المخضرمين وكان شاعراً فصيحاً جواداً جرياً على المنطق ذكر ذلك يوسف بن عبد البر. تمت من هامش الأم. (هامش هـ).
(٤) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) ١/ ٤٢٦، وعبد الرزاق الصنعاني في المصنف ٤/ ٣٠٠، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣٤/ ٣٤٠، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٣٤٧، وفي مسنده أيضا ٢/ ٤٣٤، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٣٠٢، والطبراني في المعجم الأوسط ٥/ ١٥٩، وابن الجارود في المنتقى ص ٢٧٦.