تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السادس والعشرون في فضل الحج وما يتصل بذلك

صفحة 436 - الجزء 1

الْبَابُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ فِي فَضْلِ الْحَجِّ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ

  ٥٩٠ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي | قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآمُلي الملقب بالمستعين بالله قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني ¤ قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد بن مخلد⁣(⁣١)، قال: حدثنا عبد قيس بن بشر، قال: حدثنا عمران بن عيينة، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عروة بن مضرس قال:

  إِنَّا لَوُقُوفٌ بِجَمْعٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ ÷ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَلُوصٍ لَهُ، فَقَالَ أَيْ رَسُولَ اللهِ - بِصَوْتٍ جَهُورِيٍّ - أَقْبَلْتُ مِنْ جَبَلِ طَيْئٍ، أَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَأَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي، وَمَا تَرَكْتُ جَبَلًا إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ وَقَفَ مَوْقِفَنَا، وَشَهِدَ صَلَاتَنَا، وَأَفَاضَ بِإِفَاضَتِنَا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ»⁣(⁣٢) فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا أَحَبَّ قَوْمًا، وَلَمْ يَلْحَقْ


(١) في النسخ كما أثبتناه في الأصل والصواب: هو أَبُو عبدالله مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ. كما هو مذكور في كتب التراجم.

(٢) رواه بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ التي رواها الإمام # ومن طريق عمرَان بن عُيَيْنَة عَنْ إِسْمَاعِيل ابْنُ صاعد حكاه عنه ابْنُ القيسراني في أطراف الغرائب والأفراد ٤/ ٢٣٩، ورواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد ٢/ ٣٥٣ بإسناده من طريق الطحاوي [شرح مشكل الآثار ١٢/ ١١١]، والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام ١/ ٤٣٧، والأمير الحسين # في شفاء الأوام ٢/ ٢٠١، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [السنن ٢/ ١٩٦]، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ [السنن ٢/ ٢٢٧]، وَالنَّسَائِيُّ [السنن ٥/ ٢٦٤]، وَابْنُ مَاجَه [السنن ٢/ ١٣٧].