الباب الثامن والعشرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتصل بذلك
  أبي سعيد الخدري قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «لَا تَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ»(١).
  ٦١٣ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا محمد بن أوميذوار، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصَّفَّار، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البَرْقِي، عن بشر بن عبدالله، عن أبي عصمة، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده $ قال:
  قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ #: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ نَبَغَ فِيهِمْ قَوْمٌ مُرَاءُونَ فَيَتَقَرَّأُونَ وَيَتَنَسَّكُونَ، لَا يُوجِبُونَ أَمْرًا بِالْمَعْرُوفِ وَلَا نَهْيًا عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا إِذَا أَمِنُوا الضَّرَرَ، يَطْلُبُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الرُّخَصَ وَالْمَعَاذِيرَ، يَتَّبِعُونَ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ، وَمَا لَا يَضُرُّهُمْ فِي نَفْسٍ وَلَا مَالٍ، فَلَوْ أَضَرَّتِ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَسَائِرُ مَا يَعْمَلُونَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ لَرَفَضُوهَا، وَقَدْ رَفَضُوا أَسْنَمَ الْفَرَائِضِ وَأَشْرَفَهَا، الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ بِهَا تُقَامُ الْفَرَائِضُ(٢)، إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ الْأَنْبِيَاءِ وَمِنْهَاجُ الصَّالِحِينَ، فَرِيضَةٌ بِهَا تُقَامُ الْفَرَائِضُ، وَتَحِلُّ بِهَا الْمَكَاسِبُ، وَتُرَدُّ الْمَظَالِمُ، وَتُعْمَرُ الْأَرْضُ، وَيُنْتَصَفُ مِنَ الْأَعْدَاءِ، فَأَنْكِرُوا الْمُنْكَرَ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَصُكُّوا بِهَا جِبَاهَهُمْ، وَلَا تَخَافُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. قَالَ: وَأَوْحَى اللهُ ø إِلَى نَبِيٍّ(٣) مِنْ أَنْبِيَائِهِ $: أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنَ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ، أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ شِرَارِهِمْ، وَسِتِّينَ أَلْفًا مِنْ خِيَارِهِمْ، فَقَالَ: يَا رَبُّ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟
(١) ورواه ابْنُ الْمُهَنْدِسِ في جزئه الحديثي حديث أبي القاسم عافية وغيره ص ٤٣، ورواه أحمد في المسند ط الرسالة ١٧/ ٤٩٠، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٢/ ٤٧١، والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٤٨٣ وقال هذا حديث حسن. والحاكم في المستدرك ٤/ ٥٥١، والبيهقيُّ في الشعب ٦/ ٩٠.
(٢) في هامش مجموع الإمام زيد بن علي # ط دار مكتبة الحياة ص ٤١٩ ذكر هذه الرواية عن علي # وفيها: «ولو أضرت الصلاة وسائر أعمالهم بأموالهم وأنفسهم لرفضوها كما رفضوا أشرف الفضائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، هنالك يتم غضب الله عليهم فيهلك الأبرار في ذات الفجار والصغار في ذات الكبار، ألا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين فريضة عظيمة تتم الفرائض وتحل المكاسب وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء، فأنكروا بقلوبكم وأنطقوا بألسنتكم واضربوا بسيوفكم حتى يفيئوا إلى أمر الله وهم كارهون».
(٣) هو يوشع بن نون #. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).