الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله
  الْوَادِي: [الرجز]
  يَا حَامِلَ الْجُرْزَةِ(١) مِنْ سَيَالِ ... هَلْ لَكَ فِي أَجْرٍ وَفِي نَوَالِ(٢)
  وَحُسْنِ شُكْرٍ آخِرَ اللَّيَالِي ... أَنْقَذَكَ اللهُ مِنَ الْأَغْلَالِ
  وَمِنْ سَعِيرِ النَّارِ وَالْأَنْكَالِ ... فَامْنُنْ فَدَتْكَ النَّفْسُ بِالْإفْضَالِ
  وَحُلَّنِي مِنْ وَهَقِ(٣) الْحِبَالِ
  فالتفتُّ، فإذا ثعلبٌ إلى شجرة، فقال الثعلب: [الرجز]
  يَا حَامِلَ الْجُرْزَةِ لِلْأَيْتَامِ ... عَجِبْتَ مِنْ شَأْنِي وَمِنْ كَلَامِي
  اعْجَبْ مِنَ السَّاجِدِ لِلْأَصْنَامِ ... مُسْتَقْسِمٍ لِلْكُفْرِ بِالْأَزْلَامِ
  هَذَا الَّذِي بِالْبَلَدِ الْحَرَامِ ... نَبِيُّ صِدْقٍ جَاءَ بِالْإِسْلَامِ
  وَبِالْهُدَى وَالدِّينِ وَالْأَحْكَامِ ... وَبِالصَّلَاةِ الْخَمْسِ وَالصِّيَامِ
  وَالْبِّرِّ وَالصِّلَاتِ لِلْأَرْحَامِ ... مُهَاجِرٌ فِي فِتْيَةٍ كِرَامِ
  غَيْرِ مَعَازِيبٍ(٤) وَلَا لِئَامِ
  فذهبتُ لأَحُلَّه، فإذا بهاتف آخرَ يقول: [الرجز]
  يَا حَامِلَ الْجُرْزَةِ مِنْ جَرْزِ الْحَطَبْ ... أَمَا تَرَى وَأَنْتَ شَيْخٌ مُنْحَدِبْ
  وَفِيكَ عِلْمٌ وَوَقَارٌ وَأَدَبْ ... أَنَّ الَّذِي يُنْبِئُ زُورٌ وَكَذِبْ
  مُحَمَّدٌ أَفْسَدَ دِيوَانَ الْعَرَبْ
(١) الْجُرْزَةُ: الْقَبْضَةُ مِنَ الْقَتِّ وَنَحْوِهِ أَوِ الْحُزْمَةُ وَالْجَمْعُ جُرُز مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. (المصباح المنير ٩٦/ ١).
(٢) النَّوَالُ: العطاءُ. (الصحاح ٥/ ٦٣٨١).
(٣) وَهَق - بالتَّحريك - وَقَدْ يُسَكَّن، وَهُوَ: حَبْلٌ كالطِّوَل تُشَدُّ بِهِ الإبِلُ والْخَيْل، لِئلا تَنِدَّ. (نهاية ٢٣٣/ ٥).
(٤) المعزاب الذي يبعد بماشيته عن الناس، ولعلّه لبخله. من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.