تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك

صفحة 522 - الجزء 1

  أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ⁣(⁣١).

  ٧٣٢ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا أبو سعيد عبدالرحمن بن سليمان النقاش، قال: حدثنا الخليل بن سعيد، قال: حدثنا سليمان بن عيسى، قال: حدثنا عَبَّاد بن كَثِير، عن عمرو بن سليمان، عن مكحول، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال:

  قَالَ النَّبِيُّ ÷: «يَا أَبَا ذَرٍّ؛ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلَا وِحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ، وَلَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَلَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ، وَلَا إِيمَانَ كَالصَّبْرِ، وَآفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَآفَةُ الْحِلْمِ الْغَضَبُ، وَآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ، وَآفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ، وَآفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ، وَآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلَاءُ، وَآفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ»⁣(⁣٢).


= أنه خرج يستسقي، وخرج معه العباس؛ فقال: اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك ÷ ونستشفع به، فاحفظ فيه لنبيك ÷ كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما؛ وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. إلى قوله: ثم قام العباس وعيناه تنضحان، ثم قال: اللهم أنت الراعي، لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، وقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى؛ فأنت تعلم السر وأخفى؛ اللهم فأغثهم بغياثك، من قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون. فنشأت طريرة من سحاب، فقال الناس: ترون ترون! ... إلى قوله: وهذا صريح التوسل به والاستشفاع؛ لقربه من رسول الله ÷ فهل يسوغ لمسلم أن يجعل فعل الصحابة كالتوسل والاستشفاع بالأصنام؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم. قال السيد الإمام: وكان - أي الرسول ÷ - يعظمه ويعطيه العطاء الْجَزْل؛ وكذلك الخلفاء بعده، ونصبه عمر للاستسقاء فَسُقُوا. ثم توفي في المدينة في رجب، سنة اثنتين - أو أربع - وثلاثين، عن ثمان وثمانين. أخرج له: أئمتنا الثلاثة، والهادي للحق والجماعة. عنه: ولده عبدالله، وخزيمة بن أوس، وغيرهما. (منه باختصار).

(١) رواه السيوطي في جامع الأحاديث ٣٥/ ٢٨٤، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٣/ ٥٢١.

(٢) وقريبًا منه ما رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٢٧٧ في باب كلمات النَّبيّ ÷ لأمير المؤمنين علي #، وروى مثله مع زيادة أبو بكر الأبهري، وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٩/ ٣٥٢ ومن وصيته ÷ إلى علي #: «لا فقر أشد من الجهل ولا وحشة أفحش من العجب». وروى الطبراني في المعجم الكبير ٣/ ٦٨ خبر سؤال أمير المؤمنين لابنه الحسن عن مسائل ثم قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، ... إلخ».