الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك
  ٧٥٦ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: أنشدنا أبو الفرج المخزومي المعروف بببغاء(١) الشاعر ببغداد، قال: أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان في سيف الدولة يفضله على أخيه ناصر الدولة وإن كان أكبر منه؛ لأنه كان قد قتل أباه سعيد بن حمدان: [البسيط]
  شَيْخُوخَةٌ سَبِقَتْ لَا فَضْلَ يَتْبَعُهَا ... وَلَيْسَ يَقْدُمُ فِينَا الْفَاضِلَ الْهَرِمُ
  وَلَمْ تُقَدِّمْ عَقِيلًا فِي وِلَادَتِهِ ... عَلَى عَلِيٍّ أَخِيهِ السِّنُّ وَالْقِدَمُ(٢)
  ٧٥٧ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا سعيد بن خالد، قال: حدثني عبدالله بن الفضل، عن عبدالله بن أبي رافع، عن علي # قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «يُجْزِي عَنِ الْجَمَاعَةِ إِذَا مَرَّتْ أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ، وَيُجْزِي عَنِ الْقُعُودِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ»(٣).
  ٧٥٨ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي، قال: حدثنا أبو عبدالله الواسطي، قال: وَقَفَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى بَابِ بَعْضِ الْمُلُوكِ يَطْلُبُ الْإِذْنَ، فَحُجِبَ، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ:
  لَهُمْ حِجَابٌ وَلَنَا أَنْفُسٌ ... تَمْنَعُنَا الذُّلَّ عَزِيزَاتُ
  إِنْ تَاهَ تُهْنَا وَسَمَوْنَا بِهَا ... وَهِيَ عَنِ الذُّلِّ مَصُونَاتُ
(١) الْبَبْغاءُ: وقد تُشَدَّدُ الباءُ الثانيةُ: طائرٌ أخْضَرُ، ولَقَبُ أبِي الْفَرَجِ عبدِ الواحدِ بنِ نَصْرٍ الْمَخْزومِيِّ الشاعِرِ، لُقِّبَ لِلُثْغَتِه. (قاموس ص ٧٧٩).
(٢) ذكر هذا السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤/ ٣١٨ في قصة هروب ناصر الدولة من معز الدولة البويهي حين طرده إلى الشام وذكر قصيدة أبي فراس الحمداني ومنها هذان البيتان لكنهما هكذا:
شيوخهم سبقت لا فضل ينعتها ... وليس يفضل فينا الفاضل الهرم
ولم يفضل عقيلا في ولادته ... على علي أخيه السن والقدم
(٣) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٣٥٣، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ١/ ٣٤٥، والبزار في مسنده (البحر الزخار) ٢/ ١٦٧، وأبو بكر الشافعي في الفوائد الشهير بالغيلانيات ١/ ٦١٥، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص ١٨٤، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ١٨/ ١٦٥.