الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله
  هِيَ بِطُولِ الْأُخْرَى، فَقَالَ: دَعُوهَا، فَإِذَا هِيَ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ: إِنَّ بِهِ عَلَامَةً أُخْرَى، شَامَةٌ حَمْرَاءُ عَلَى كَتِفِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ #: اللهُ أَكْبَرُ، وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ وَصَدَقَ رَسُولُهُ ÷، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ÷ بِقِتَالِهِمْ وَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمْ هَذَا الرَّجُلَ الْمُخْدَجَ(١).
  ٦ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصَّفَّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البَجَلِي(٢)، قال: حدثنا أَبَان(٣) بن عثمان الأحمر، قال: حدثني زُرارَةُ(٤)، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:
  أَهْدَتِ الْخَيْبَرِيَّةُ شَاةً مَصْلِيَّةً(٥) إِلَى رَسُولِ اللهِ ÷ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ - يَا أَبَا الْقَاسِمِ - هَدِيَّةٌ، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا لُقْمَتَيْنِ وَالْآخَرُ لُقْمَةً، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ÷ الذِّرَاعَ، وَقَدْ كَانَتْ سَأَلَتْ: أَيَّ شَيْءٍ يُحِبُّ(٦) مِنَ الشَّاةِ؟ فَلَمَّا أَخَذَ النَّبِيُّ ÷ الذِّرَاعَ كَلَّمَتْهُ، فَقَالَتْ: هِيَ مَسْمُومَةٌ، فَوَضَعَهَا، وَقَالَ لِلرَّجُلَيْنِ: «أَنْتُمَا لَا
(١) رَجُلٌ مُخْدَجٌ الْيَدِ: ناقِصُها. (قاموس ص ١٨٥).
(*) أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢/ ٣٣٥، وابن ديزيل في كتاب صفين، وروى المؤيد بالله خبر المخدج والخوارج في إثبات نبوة النبي ص ٢٥٨، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢/ ٢٦٥. قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢/ ٢٦٥: قد تظافرت الأخبار حتى بلغت حد التواتر بما وعد الله تعالى قاتلي الخوارج من الثواب على لسان رسوله ÷. ثم ساق جملة كبيرة من الأخبار عن أهل الصحاح وغيرهم، وأحمد في المسند ط الرسالة، ٣٧٥/ ٢، وفي فضائل الصحابة، ٧٢٠/ ٢، والحاكم في المستدرك ٥٧٦/ ٤.
(٢) في هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # علق على كل راوٍ من أول السند إلى هنا بما لفظه: لم يزد في الطبقات على ما في السند ويظهر أنهم من ثقات محدثي الشيعة.
(٣) ثقة. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٤) ثقة. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٥) أَيْ: مَشْوِيَّةً. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٦) قال القاضي عياض: محبته ÷ للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها وبعدها عن موضع الأذى. انتهى. (هامش هـ).