تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الأربعون في الترغيب في الصلاة على النبي ÷

صفحة 554 - الجزء 1

  ٧٨٢ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبدالرحمن بن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير، عن عبدالرحمن بن عوف قال:

  دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ جَائِيًا مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاتَّبَعْتُهُ أَمْشِي وَرَاءَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِي حَتَّى دَخَلَ نَخِيلًا، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَسَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ وَأَنَا وَرَاءَهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ تَوَفَّاهُ، فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جِئْتُهُ، فَطَأْطَأْتُ رَأْسِي أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا عبدالرحمن؟» فَقُلْتُ: لَمَّا أَطَلْتَ - يَا رَسُولَ اللهِ - خَشِيتُ أَنَّ اللهَ تَوَفَّى نَفْسَكَ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ: «إِنِّي لَمَّا رَأَيْتَنِي دَخَلْتُ النَّخِيلَ لَقِيتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ»⁣(⁣١).

  ٧٨٣ - وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث في سنة خمس وثلاثمائة، قال: حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ زَارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتِي كَانَ كَمَنْ هَاجَرَ إِلَيَّ فِي حَيَاتِي، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَابْعَثُوا إِلَيَّ بِالسَّلَامِ فَإِنَّهُ يَبْلُغُنِي»⁣(⁣٢).


(١) رواه أحمد في المسند ط الرسالة ٣/ ٢٠٠، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٢/ ١٧٣، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٤٤، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ٤/ ٥٩٨ وفي ١٩/ ٣٣٣، وأيضا في معرفة السنن والآثار ١٤/ ٤٧، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٣/ ١٢٩. وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْلَمُ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ.

(٢) رواه محمد بن محمد بن الأشعث في الجعفريات ص ١٥٦ ط الأعلمي، والعنسي في الإرشاد ص ٥٥٠، والقاضي النعمان المغربي في الدعائم ١/ ٣٢٥ وتأويلها ٣/ ١٥٦، والمفيد في المزار ص ١٨٤، والمقنعة ص ٤٥٧، والطوسي في التهذيب ٦/ ٣، وابن طاووس في الإقبال ٣/ ١٢٢، والشعيري في جامع الأخبار ص ٦٩. وفي معناه ما في أمالي ابن بشران (١/ ٣٣٥) رقم (١٦٣٥) من حديث طويل =