الباب الرابع والخمسون في التحذير من الغضب وما يتصل بذلك
الْبَابُ الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْغَضَبِ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ
  ٩٢٣ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي |، قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآمُلي الملقب بالمستعين بالله، قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر البابشامي، قال: حدثنا عمر بن محمد النُّمَيْري، قال: حدثنا عبدالله بن ميمون، قال: حدثنا القاسم بن إبراهيم، قال: حدثني عبدالله بن الحسن بن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي $، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن علي $ قال:
  خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ÷ بَعْدَمَا صَلَّى الْعَصْرَ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا هُوَ كَائِنٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ؛ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ؛ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، وَاتَّقُوا الْغَضَبَ؛ فَإِنَّهُ جَمْرَةٌ تَتَوَقَّدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، وَحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ؛ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيَذْكُرِ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»(١).
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٣٢٥، وأبو داود الطيالسي في مسنده ٣/ ٦١٤ وابن خزيمة في صحيحه ٣/ ٩٩، وأحمد في المسند ط الرسالة ١٧/ ٢٢٧ ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٠٩٨ وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٥/ ١٣٦ والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٤٨٣.