تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع والخمسون في التحذير من الغضب وما يتصل بذلك

صفحة 647 - الجزء 1

  ابن السرح⁣(⁣١)، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد - يعني ابن أبي أيوب - عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه:

  أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ حُورٍ شَاءَ»⁣(⁣٢).

  ٩٢٧ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البَرْقِي، عن جعفر بن عبدالله المحمدي، عن عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $ قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ # لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا رَبِّ؛ مَنْ أَهْلُكَ الَّذِينَ تُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ؟ قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ ø إِلَيْهِ: الطَّاهِرَةُ قُلُوبُهُمْ، الْبَرِيئَةُ أَيْدِيهِمْ، الَّذِينَ يَكْتَفُونَ بِطَاعَتِي كَمَا يَكْتَفِي الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ بِاللَّبَنِ، الَّذِينَ يَأْوُونَ إِلَى مَسَاجِدِي كَمَا تَأْوِي الطُّيُورُ إِلَى أَوْكَارِهَا، الَّذِينَ يَغْضَبُونَ لِمَحَارِمِي إِذَا اسْتُحِلَّتْ كَالنَّمِرِ إِذَا طُرِدَ»⁣(⁣٣).


(١) ابن السرح بتشديد السين المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة هو: أحمد بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم أبو الطاهر المصري الفقيه، مات سنة خمسين ومائتين. (هامش هـ).

(٢) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٢٤٨ وأحمد في المسند ط الرسالة ٢٤/ ٣٩٨ والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٣٧٢ - ٦٥٦ وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٥/ ٢٨٠ وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٣/ ٦٦ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٨/ ٤٧ وابن بشران في أماليه الجزء الثاني صفحة ١٨١، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ١٦/ ٥٧٦ وفي شعب الإيمان ١٠/ ٥٣٦.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: اسْمُ أَبِي مَرْحُومٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ. وفي سنن الترمذي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ.

(٣) رواه الإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة النبوية ص ١٩٣ وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن ١/ ١٦، ورواه محمد بن منصور في كتاب الذكر، وأحمد بن حنبل في الزهد صفحة ٦٤، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٧١ وابن أبي الدنيا في الأولياء صفحة ٢٠ وأبو حاتم الرزاي في الزهد صفحة ٣٢ وموفق الدين المقدسي في الرقة والبكاء لابن قدامة صفحة ٤٦ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٣/ ٢٢١ والبيهقي في شعب الإيمان ١٢/ ٧٨.