الباب الرابع والخمسون في التحذير من الغضب وما يتصل بذلك
  ابن السرح(١)، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد - يعني ابن أبي أيوب - عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه:
  أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ حُورٍ شَاءَ»(٢).
  ٩٢٧ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البَرْقِي، عن جعفر بن عبدالله المحمدي، عن عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ # لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا رَبِّ؛ مَنْ أَهْلُكَ الَّذِينَ تُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ؟ قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ ø إِلَيْهِ: الطَّاهِرَةُ قُلُوبُهُمْ، الْبَرِيئَةُ أَيْدِيهِمْ، الَّذِينَ يَكْتَفُونَ بِطَاعَتِي كَمَا يَكْتَفِي الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ بِاللَّبَنِ، الَّذِينَ يَأْوُونَ إِلَى مَسَاجِدِي كَمَا تَأْوِي الطُّيُورُ إِلَى أَوْكَارِهَا، الَّذِينَ يَغْضَبُونَ لِمَحَارِمِي إِذَا اسْتُحِلَّتْ كَالنَّمِرِ إِذَا طُرِدَ»(٣).
(١) ابن السرح بتشديد السين المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة هو: أحمد بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم أبو الطاهر المصري الفقيه، مات سنة خمسين ومائتين. (هامش هـ).
(٢) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٢٤٨ وأحمد في المسند ط الرسالة ٢٤/ ٣٩٨ والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٣٧٢ - ٦٥٦ وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٥/ ٢٨٠ وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٣/ ٦٦ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٨/ ٤٧ وابن بشران في أماليه الجزء الثاني صفحة ١٨١، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ١٦/ ٥٧٦ وفي شعب الإيمان ١٠/ ٥٣٦.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: اسْمُ أَبِي مَرْحُومٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ. وفي سنن الترمذي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ.
(٣) رواه الإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة النبوية ص ١٩٣ وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن ١/ ١٦، ورواه محمد بن منصور في كتاب الذكر، وأحمد بن حنبل في الزهد صفحة ٦٤، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٧١ وابن أبي الدنيا في الأولياء صفحة ٢٠ وأبو حاتم الرزاي في الزهد صفحة ٣٢ وموفق الدين المقدسي في الرقة والبكاء لابن قدامة صفحة ٤٦ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٣/ ٢٢١ والبيهقي في شعب الإيمان ١٢/ ٧٨.