٩٢٨ - وبه قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبدالله قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟»⁣^(⁣١) قَالُوا: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرَّجُلُ⁣^(⁣٢)، قَالَ: «لَا؛ وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»⁣^(⁣٣).

  ٩٢٩ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا داود بن بلال الضرير، قال: حدثنا عبدالسلام بن هاشم البزاز، عن خالد بن برد، عن أنس بن مالك قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ رَدَّ غَضَبَهُ دَفَعَ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ»⁣^(⁣٤).

(١) الصُّرَعَة بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الرَّاء: الْمُبَالِغُ في الصِّرَاع الذي لَا يُغْلَبُ، فنقَلَهُ إِلَى الَّذِي يَغْلِبُ نفْسَه عِنْدَ الْغَضَب ويَقْهَرُهَا، فَإِنّه إِذَا مَلَكَها كَانَ َقد قَهَرَ أَقْوَى أعْدَائِهِ وشَرَّ خُصُومه، وَلِذَلِكَ قَالَ: «أعْدَى عَدُوّ لكَ نَفْسُكَ الَّتِي بينَ جَنْبَيْك». وَهَذَا مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي نَقَلها عَنْ وضْعِها اللّغَوِيُّ لضَربٍ مِنَ التَّوسُّع وَالْمَجَازِ، وَهُوَ مِنْ فَصيح الْكَلَامِ، لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الْغَضْبان بِحَالَةٍ شديدةٍ مِنَ الْغَيْظِ، وَقَدْ ثَارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْغَضَبِ، فَقَهَرَها بحِلْمه، وصَرَعَهَا بثَبَاته، كَانَ كالصُّرَعَة الَّذِي يَصْرَعُ الرِّجَالَ وَلَا يَصْرَعُونَهُ. النهاية ٣/ ٢٣ - ٢٤.

(٢) في جميع المصادر بلفظ الجمع «الرِّجَالُ «.

(٣) رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٥/ ٢١٦ وفي مسنده ١/ ١٨٠ وأحمد في مسنده ط الرسالة ٦/ ١٢٩ ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٠١٤ وأبو داود في السنن ٤/ ٢٤٨ والشاشي في مسنده ٢/ ٢٦٠ وأبو عوانة في مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية ٢٠/ ٦٨ وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٩/ ٩٦ وابن حبان في صحيحه ٧/ ٢١٥.

(٤) رواه الإمام المنصور # في حديقة الحكمة ص ١٩٣، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط ٢/ ٨٢، وروي من طرق عن أنس رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ٧/ ٣٠٢ وابن بشران في أماليه الجزء الأول صفحة ٣٠١ والدولابي في الكنى والأسماء ٢/ ٦٠٤ والبيهقي في شعب الإيمان ١٠/ ٥١٤ وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص ١١٧ والْبَحِيرِيُّ في السابع من فوائده صفحة ١٦٠، وهو في مجموع فيه مصنفات أبي الحسن ابن الحمامي وأجزاء حديثية أخرى صفحة ٣٨٦ والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٦/ ٨٢.