تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الخامس والخمسون في التحذير من صاحب السوء وما يتصل بذلك

صفحة 650 - الجزء 1

  ٩٣١ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا أبو بكر بن دُرَيْد، قال: حدثنا إبراهيم بن بسطام الأزدي الوراق، قال: حدثني عقبة بن أبي الصهباء قال:

  لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللهُ عَلِيًّا # دَخَلَ الْحَسَنُ # وَهُوَ بَاكٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ #: (مَا يُبْكِيكَ يَا بُنَيَّ؟) فَقَالَ الْحَسَنُ #: وَمَا لِي لَا أَبْكِي؛ وَأَنْتَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَآخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: (يَا بُنَيَّ؛ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا، وَأَرْبَعًا، لَا يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ شَيْئًا، فَقَالَ #: مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: اعْلَمْ أَنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ، وَأَكْبَرَ مِنَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ، فَقَالَ الْحَسَنُ #: يَا أَبَتِ؛ هَذِهِ الْأَرْبَعُ، فَأَعْطِنِي الْأَرْبَعَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ؛ إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ؛ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ؛ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَنْكَ الْقَرِيبَ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ؛ فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ؛ فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ الْيَسِيرِ)⁣(⁣١).

  ٩٣٢ - وبه قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أَبَان، عن قتادة، عن أنس قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا


(١) رواه أبو بكر بن دُرَيْد في المجتنى صفحة ١٧ وأبو الحسن علي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ١٨٢، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٥١، والشريف الرضي ¥ في نهج البلاغة ص ٤٧٥، والجاحظ في المائة المختارة، والحاكم في جلاء الأبصار والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٣٥، وأسامة بن منقذ في لباب الآداب ١/ ١١ وابن حمدون في التذكرة الحمدونية ١/ ٣٦٢ والقضاعي في دستور معالم الحكم وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/ ٥٦١ والزمخشري في ربيع الأبرار ١/ ٤٠٥ وعبد الواحد الآمدي التميمي في غرر الحكم ودرر الكلم ص ١٦٦، وعلي بن محمد الليثي الواسطي في عيون الحكم والمواعظ ص ٩٦.