تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الخامس والخمسون في التحذير من صاحب السوء وما يتصل بذلك

صفحة 649 - الجزء 1

الْبَابُ الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ

  ٩٣٠ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي |، قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآمُلي الملقب بالمستعين بالله، قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن زيد الحسيني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: حدثني أخي الحسين بن علي، قال: حدثني محمد بن الوليد بن القاسم مولى بني هاشم، قال: حدثني سلمة بن كُهَيْل الحضرمي، عن الأَصْبَغ بن نُباتَةَ قال:

  سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ # يَعِظُ رَجُلًا كَانَ كَثِيرَ الْغَزْوِ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: (يَا فُلَانُ مَا الْعَدُوُّ إِلَى عَدُوِّهِ أَسْوَأَ صَنِيعًا مِنَ الْأَحْمَقِ إِلَى نَفْسِهِ، احْذَرِ الْأَحْمَقَ؛ فَإِنَّ الْأَحْمَقَ يَرَى نَفْسَهُ مُحْسِنًا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا، وَيَرَى عَجْزَهُ كَيْسًا وَشَرَّهُ خَيْرًا، إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ، وَإِنِ افْتَقَرَ قَنِطَ، وَإِنْ ضَحِكَ شَهِقَ، وَإِنْ بَكَى خَارَ، وَإِنْ صَحِبَكَ أَعْجَلَكَ، وَإِنِ اعْتَزَلَكَ شَتَمَكَ، وَإِنْ كَانَ فَوْقَكَ حَقَرَكَ، وَإِنْ كَانَ دُونَكَ هَمَزَكَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ⁣(⁣١)، وَعَلَيْكَ بِالْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ، إِنْ كُنْتَ غَنِيًّا فَأَحْسِنْ، وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا فَاصْبِر، وَضَعْ نَفْسَكَ لِلْحَقِّ، وَفِرَّ بِهَا مِنَ الْبَاطِلِ، وَلَا تَتَّكِلْ فِي مَعِيشَتِكَ عَلَى كَسْبِ غَيْرِكَ، تَنْتَظِرُ مَتَى يَتَصَدَّقُ عَلَيْكَ).


(١) ذكره ابن حبان في روضة العقلاء ١/ ٤٩٤ ولم ينسبه لأحد: فهذا مثل الأحمق: إن صحبته عنّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك منّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسرّ إليك اتّهمك، وإن أسررت إليه خانك، وإن كان فوقك حقّرك، وإن كان دونك غمزك.