الباب الثامن والخمسون في الأمراض والأعواض
  بِتَسْبِيحِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ $، فَضَجِرَ عبدالله بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ $ ضَجْرَةً، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ؛ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْبَلَاءِ؟! أَلَا تَطْلُبُ إِلَى رَبِّكَ ø أَنْ يُخْرِجَنَا مِنْ هَذَا الضِّيقِ وَالْبَلَاءِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ؛ إِنَّ لَنَا فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لَمْ نَكُنْ لِنَبْلُغَهَا إِلَّا بِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ، أَوْ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا، وَإِنَّ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي النَّارِ مَوْضِعًا لَمْ يَكُنْ لِيَبْلُغَهُ حَتَّى يَبْلُغَ مِنَّا مِثْلَ هَذِهِ الْبَلِيَّةِ وَأَعْظَمَ مِنْهَا، فَإِنْ تَشَأْ أَنْ تَصْبِرَ فَمَا أَوْشَكَ فِيمَا أَصَبْنَا أَنْ نَمُوتَ وَنَسْتَرِيحَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ وَإِنْ تَشَأْ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا ø أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هَذَا الْغَمِّ، وَيُقْصِرَ بِأَبِي جَعْفَرٍ عَنْ غَايَتِهِ الَّتِي لَهُ فِي النَّارِ فَعَلْنَا؟ قَالَ: لَا؛ بَلْ أَصْبِرُ، فَمَا مَكَثُوا إِلَّا ثَلَاثًا حَتَّى قَبَضَهُمُ اللهُ إِلَيْهِ(١).
  قال السيد الإمام أبو طالب |: مَعْنَى قَوْلِهِ: لَنَا فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةٌ لَمْ نَكُنْ لِنَبْلُغَهَا إِلَّا بِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ، أَيْ: الدَّرَجَةُ الْمُسْتَحَقَّةُ عَلَى الْأَعْوَاضِ الَّتِي تُؤْخَذُ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَتُنْقَلُ إِلَيْهِمْ، وَيَحْتَمِلُ: الثَّوَابُ الَّذِي يَجِبُ لَهُمْ عَلَى الْمُجَاهَدَةِ وَالصَّبْرِ عَلَى مَا يَنَالُهُمْ فِيهَا.
  ٩٤٨ - وبه قال: أخبرنا عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثني علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا سهل بن بَكَّار، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبدالملك بن عمير، عن أم العلاء قالت:
  عَادَنِي رَسُولُ اللهِ ÷ وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ: «أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلَاءِ؛ فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ»(٢).
(١) رواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص ١٧٧ والمسعودي في مروج الذهب ٦/ ٢٠٠ وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك ٧/ ٥٤٩ وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ١٢/ ١٦١ والذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار ٣/ ٧٧٦ وابن كثير في البداية والنهاية ١٣/ ٣٥٢.
(٢) رواه أبو داود في السنن ٣/ ١٨٤ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده ت مصطفى العدوي ٢/ ٤٠٣ والطبراني في المعجم الكبير ٢٥/ ١٤١ والمنذري في مختصر السنن لأبي داود ت حلاق ٢/ ٣٦٠ وصهيب عبد الجبار في الجامع الصحيح للسنن والمسانيد ٨/ ١٥٣ ومحمود محمد خليل في المسند الجامع ٢٠/ ٧٦١. قال في لوامع الأنوار ٣/ ٣٠٤: أم العلاء الأنصارية.
قلت: قال في الاستيعاب: من المبايعات؛ روى عنها خارجة بن زيد بن ثابت، وعبدالملك بن عُمَيْر؛ كان =