تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثاني في فضائل النبي ÷ وحسن شمائله

صفحة 77 - الجزء 1

  قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أحمد⁣(⁣١) بن يحيى الأَوْدِي، قال: حدثنا حسين⁣(⁣٢) بن يحيى، قال: أخبرنا أبو راشد الْمُزْني، قال: حدثنا خالد⁣(⁣٣) بن حميد، عن محمد بن أبي طلحة الأنصاري، عن أبيه قال:

  لَبِثَ رَسُولُ اللهِ ÷ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ الرَّابِعَ مُسْتَبْشِرًا مَسْرُورًا، فَقُلْنَا لَهُ: سَرَّكَ اللهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَقَرَّ عَيْنَيْكَ؛ بَشِّرْنَا بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا أَنْتَ، قَالَ: «نَعَمْ، جَاءَنِي جِبْرِيلُ # فِي صُورَةٍ لَمْ يَأْتِنِي فِي مِثْلِهَا قَطُّ، شَعَرُهُ كَالْمَرْجَانِ وَلَوْنُهُ كَالدُّرِّ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، عَلَى فَرَسٍ مِنْ أَفْرَاسِ الْجَنَّةِ، سَرْجُهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَلِجَامُهُ مِنْ ذَهَبٍ، تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، فَقَالَ لِي: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ السَّلَامَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: أَتُحِبُّ أَنْ يَجْعَلَ لَكَ تَهَامَةَ ذَهَبًا وَفِضَّةً تَزُولُ مَعَكَ حَيْثُ تَزُولُ، وَلَا يُنْقِصُكَ ذَلِكَ مِمَّا وَعَدْتُكَ فِي الْآخِرَةِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَعْمُرُ مَا خَرَّبَ اللهُ يَا جِبْرِيلُ؛ إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ، وَيَجْمَعُهَا مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: وَفَّقَكَ اللهُ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِكَلَامِكَ هَذَا إِسْرَافِيلُ تَحْتَ الْعَرْشِ مِنْ قَبْلِ أَنْ آتِيَكَ»⁣(⁣٤).

  ٢٨ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا أبو أحمد عبدالله⁣(⁣٥) بن أبي قتيبة الغَنَوي بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن سليمان الخواص، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخرَّاز، عن قُدامة، عن


(١) ثقة، توفي سنة ٢٦٤. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(*) الأَوْدِي بفتح الهمزة وسكون الواو: منسوب إلى أود بن مصعب بن سعد العشيرة. (هامش هـ).

(٢) حسين بن يحيى بن جعفر البخاري البيكندي كان كبير القدر، لعله المراد هنا. (هامش هـ).

(٣) المهري أبو حميد الإسكندراني، مات سنة ١٦٩. (هامش هـ).

(٤) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٣٢١، وراه أيضا الغزالي في الإحياء ١٩٤/ ٤، والزبيدي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، ٢٢٤٠/ ٥، وتاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، ٣٦٦/ ٦.

(٥) ترجم له في مختصر الطبقات وذكر ما في السند. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).