[دليل فضل علم الفرائض]
  الثَّالِثُ: نَفَقَةُ الزَّوْجَةِ، وَكِسْوَتُهَا مُدَّةَ الْعِدَّةِ.
  الرابع: دُيُونُ الْمَخْلُوقِينَ، وَدُيُونُ اللهِ غَيْرُ الْمُعَيَّنَةِ، وَالْمَظَالِمُ، وَالنُّذُورُ غَيْرُ الْمُعَيَّنَةِ، وَمَا تَعَلَّقَ بِالْمَالِ ابْتِدَاء وَانْتِهَاءَ كَالدُّيُونِ الْمَذْكُورَاتِ، وَبِالْمَالِ ابْتِدَاءً وَبِالْبَدَنِ انْتِهَاءَ: كَالْكَفَّارَاتِ؛ فَهَذهِ جَمِيعُهَا تُخْرَجُ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ عَلَى التَّرْتِيبِ: الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ إِذَا عُلِمَ بَقَاؤُهَا: أَوْصَى بِهَا الْمَيِّتُ، أَوْ لَمْ يُوصِ: رَضِيَ الوَرَثَةُ، أَوْ كَرِهُوا.
  الْخامِسُ: وَصَايَا الْمَيِّتِ الَّتِي مِنْ ثُلُثِ مَالِهِ.
  وَالْإِيصَاءُ فِي اللُّغَةِ: الْأَمْرُ الْمُؤَكَّدُ، قَالَ تَعَالَى: {وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ}[العنكبوت: ٨] أي أَكَدْنَا عَلَيْهِ.
  وفي الإصْطِلاح: الْوَصِيَّةُ بِمَعْنَى الْإِيصَاءِ وَهْيَ إِقَامَةُ الْغَيْرِ مُقَامَ نَفْسِهِ فِي أُمُورِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ وَاحْتَرَزَ بِالْقَيْدِ الْأَخِيرِ مِنَ الْوَكَالَةِ.
  وَتُطْلَقُ الوَصِيَّةُ عَلَى الشَّيْءِ الْمُوصَى بِإِخْرَاجِهِ مِنَ الْمَالِ.
  وَالَّتِي مِنَ الثلث: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْبَدَنِ ابْتِدَاء كَالْحَيُّ، وَالصَّوْمِ، وَبِالْمَالِ انْتِهَاءَ: وَمِنْ ذَلِكَ كَفَّارَةُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَوْلِ بِهَا، وَالْوَصِيَّةُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاجِدِ، وَإِصْلَاحِ الطُّرُقَاتِ، وَالْمَنَاهِلِ، وَالْوَقْفُ، وَالوَصِيَّةُ لِأَقَارِبِهِ السَّاقِطِينَ مِنَ الْإِرْثِ.
  وَهَذِهِ وَصَايَا الْمَيِّتِ لَا تُخْرَجُ عَنِ الْمَيِّتِ إِلَّا إِذَا أَوْصَى بِهَا. وَإِخْرَاجُهَا مِنْ ثُلُثِ الْبَاقِي بَعْدَ إِخْرَاجِ الْأَرْبَعَةِ الْأَوَّلَةِ. وَيُقسّطُ الثُلْثُ بَيْنَهَا إِنْ لَمْ يَفِ الثَّلُثُ، وَإِنْ أَجَازَ الوَرَثَةُ الزَّائِدَ عَلَى الثَّلُثِ جَازَ، وَإِنْ لَمْ يُجِيزُوا لَمْ يَجُزْ، وَإِنْ أَجَازَ الْبَعْضُ فَفِي نَصِيبِهِ. فَهَذِهِ الْخَمْسَةُ الْأَشْيَاءُ جَمِيعُهَا مُقَدَّمَةٌ عَلَى الْمِيرَاثِ.