جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(باب الحجب)

صفحة 202 - الجزء 1

(بَابُ الْحَجْبِ)⁣(⁣١)

  اعْلَمْ أَنَّ أَهَلَ الْفَرَائِضِ يَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَينِ:

  أَحَدُهُمَا: لَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْحَجْبِ وَالْإِسْقَاطِ وَيَجْعَلُونَهُمَا بَابًا وَاحِدًا، وَيُحَقِّقُونَهُمَا بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ.

  وَالْقِسْمُ ا°لثَّانِي: يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْحَجْبِ وَالْإِسْقَاطِ، وَيُفْرِدُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَابًا، وَيُحَقِّقُونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِحَقِيقَةٍ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّيْخُ | فِي هَذَا الْمُخْتَصَرِ.

  وَلِلْحَجْبِ حَقِيقَتَانِ: لُغَوِيَّةٌ، وَاصْطِلَاحِيَّةٌ.

  أَمَّا اللُّغَوِيَّةُ فَهْوَ: الْمَنْعُ يُقَالُ: حَجَبَ فُلَانٌ فَلَانًا عَنْ كَذَا: أَيْ مَنَعَهُ؛ وَعَلْيهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

  إِذَا حَجَبَ الْحُجَّابُ بَابَ خَلِيفَةٍ ... فَلَيْسَ عَلَى بَابِ الْمُهَيْمِنِ حَاجِبُ⁣(⁣٢)

  لَهُ حَاجِبٌ عَنْ كُلِّ أَمْرٍ يَشِينُهُ ... وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طَالِبِ العُرْفِ حَاجِبُ⁣(⁣٣)

  وَأَمَّا فِي الإِصْطِلَاحِ: فَهْوَ مَنْعُ بَعْضِ الْوَرَثَةِ [خَرَجَ الَّذِينَ لَا يَحْجُبُونَ أَحَدًا] لِبَعْضٍ مَخْصُوصِ عَنْ بَعْضِ مَا يَسْتَحِقُونَهُ مِنَ الْإِرْثِ لَا عَنْ كُلِّهِ.


(١) وَإِنَّمَا أَعْقَبَهُ الشَّيْخُ | بِبَاب الْفَرَائِضِ؛ لِمَا ذُكِرَ فِي بَاب الْفَرَائِضِ مِنَ اشْتِرَاطِ الْحَجْبِ أَوْ عَدَمِهِ، وَكَانَ أَقْدَمَ مِنَ الْإِسْقَاطِ؛ لِكَوْنِ الْمَحْجُوبِ مَعَ حَجْبِهِ وَارِثا. خالدي ٨٣، و (é).

(٢) هَذَا الْبَيْتُ للإِمَام أَحْمَدِ بْنُ يَحْيَى بن الْمُرْتَضَى فِي صِغَرِهِ؛ عِنْدَمَا أَرَادَ الدُّخُولَ عَلَى النَّاصِرِ صَلَاحِ بْنِ عَلِيٌّ، وَبَعْدَهُ:

وَإِنْ مَنَعَتْ عَنِّي يَدَاهُ مَطَالِبِي ... فَإِنِّي لِمَنْ أَعْطَاهُ ذَلِكَ طَالِبُ

يُنظَرُ: اللَّالِي الْمُضِيَّةُ في أخبار أَئِمَّةِ الزيدية ص ٥٠٢.

(٣) هَذَا الْبَيْتُ لِمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَنُسِبَ لِابْنِ أَي سُمَيْطٍ، وَنُسِبَ لِأَبِي الطَّمْحَانِ الْقَيْني. المعجم المفصل ١/ ١٧٧. وَرَدَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ صَلَاحٍ عَلَى الْمَهْدِي اسْتِشْهَادًا.