[دليل فضل علم الفرائض]
[دَلِيلُ فَضْلِ عِلْمِ الْفَرَائِضِ]
  وَما وَرَدَ فِي فَضْلِهَا وَالْحَقِّ عَلَى تَعَلُّمِهَا: مَا أَخْرَجَهُ التَّرْمِذِيُّ [٤/ ٤١٣ رقم ٢٠٩١]، وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ [٤/ ٣٦٩]، «تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ؛ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ؛ وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ حَتَّى يَخْتَلِفَ الاثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ فَلَا يَجِدَانِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا»!
  وَمَا أَخَرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ [٢/ ٩٠٨ رقم ٢٧١٩] وَغَيْرُهُ: «تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا؛ فَإِنَّهَا نِصْفُ العِلْمِ، وَهُو يُنْسَى، وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي».
  قَوْلُهُ: نِصْفُ الْعِلْمِ: قِيلَ: تَعْظِيمًا لَهُ، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ مُعْظَمُ أَحْكَامِ الْأَمْوَاتِ فِي مُقَابَلَةِ أَحْكَامِ الْأَحْيَاءِ، وَقِيلَ: إِنَّ لِلْإِنْسَانِ حَالَتَيْنِ: حَالَةَ حَيَاةِ الَّتِي هِيَ سَبَتْ لِحُصُولِ سَائِرِ الْعُلُومِ، وَحَالَةَ مَوْتِ الَّتِي هِيَ سَبَبُ لِحُصُولِ عِلْمِ الْفَرَائِضِ. وَقَالَ ÷: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: لَا تَظْلِمُوا عِنْدَ قِسْمَةِ مَوَارِيثِكُمْ، وَلَا تَجْبُئُوا عِنْدَ قِتَالِ عَدُوَّكُمْ، وَلَا تَغْلُوا غَنَائِمَكُمْ، وَامْنَعُوا ظَالِمَكُمْ مِنْ مَظْلُومِكُم، وَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَحْمِلُوا عَلَى اللَّهِ ذُنُوبَكُمْ»(١).
الْفَصلُ الثَّالِثُ فِيمَا يَجِبُ إِخْرَاجُهُ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ
  اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي يَجِبُ إِخْرَاجُهُ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ قَبْلَ الْمِيرَاثِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ:
  الْأَوَّلُ: الزَّكَاةُ: مِنْ رُبع عُشر أَوْ نِصْفِ عُشْرٍ، وَالْأَخْمَاسُ، وَالْأَعْشَارُ الْمُعَيَّنَةُ، وَالنُّذُورُ الْمُعَيَّنَةُ الوَاقِعَةُ فِي حَالِ الصَّحَّةِ، وَالْمَظَالِمُ الْمُعَيَّنَةُ، وَالْعَبْدُ الْجَانِي، وَالْمَرْهُونُ صَحِيحًا.
  الثَّانِي: مَا يَحْتَاجِ إِلَيْهِ الْمَيِّتُ حَتَّى يُوَارَى فِي قَبْرِهِ، وَهْوَ ثَمَنُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْفَنُ فِيهِ، وَالْمَاءِ، وَالْكَفَنِ، وَالْغُسْلُ، وَالتَّكْفِينُ، وَأُجْرَةُ الْحَمْلِ، وَالْحَفْرِ، وَالْأَحْجَارِ.
(١) أمالي أبي طالب ٥٣٥، والطبراني في الكبير ٨/ ٢٨٢ رقم ٨٠٨٢.