(فصل: وذوو السهام)
  وَقُلْنَا: مُقَدَّرًا احْتِرَازًا مِنَ الْعَصَبَاتِ؛ فَإِنَّ مِيَرَاثَهُمْ غَيْرُ مُقَدَّرٍ.
  وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: هُمْ كُلُّ مَنْ لَهُ سَهُمُ مَفْرُوضٌ [خَرَجَ ذَوُو الْأَرْحَامِ]، مَسَمًّى [خَرَجَ الأَبُ مَعَ الأُم] مَحْدُودُ [خَرَجَ الْعَصَبَاتُ]: فِي الْكِتَابِ(١)، أَوْ فِي السُّنَّةِ(٢)، أَوْ فِي الْإِجْمَاعِ(٣). وَالدَّلِيلُ عَلَى تَوْرِيثِهِمُ الْكِتَابُ، وَالسُّنَّةُ، وَالْإِجْمَاعُ:
  أمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِن كُنَّ نِسَآءٗ فَوۡقَ ٱثۡنَتَيۡنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ وَإِن كَانَتۡ
= الْأُمَّ، وَحَدَّ فَرِيضَةَ الْأًبِ بِالْمَعْنَى؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ ٱلثُّلُثُۚ}. وَقِيلَ: بِالْحُكْمِ وَهُوَ الصَّحِيحُ. كَاتِبُهُ مَحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ.
(١) لَفْظًا أَوْ مَعْنِّى كَمِيرَاثِ الْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ.
(٢) كَالْجَدَّاتِ، وَبِنْتِ الِابْنِ مَعَ الْبِنْتِ.
(٣) كَبَنِي الْبَنِينَ، وَالْإخْوَة لِأَبِ، وَبِنتِ الابْن مَعَ الْبنْتِ الوَاحِدَةِ، أَوْ فِي الاجْتِهَادِ؛ لِيَدْخُلَ فَرْضُ الْجَدَّ مَعَ الْإِخْوَةِ حَيْثُ تَنْقِصُهُ الْمُقَاسَمَةُ عَنِ السُّدُسِ، وَيَدْخُلَ فَرْضُ الْأَمِّ مَعَ زَوْجِ، أَوْ زَوْجَةٍ وَأَبَوَيْنِ إِنْ لَمْ يُجْعَلْ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ عَلِيُّ # تَوْقِيفًا أَيْ حُجَّةً؛ وَمَذْهَبْنَا أَنَّ قَوْلَ عَلى قَدْ دَخَلَ في قَوْلِهِ: أَوْ فِي السُّنَّةِ؛ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى قَوْلِهِ: أَوْ فِي الاجْتَهادِ؛ لِقَوْلِهِ ÷: «عَلِيُّ مَعَ الْحَقِّ وَالْقُرْآنِ، وَالْحَقُّ وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيُّ، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». تيسير المطالب ٩٣ رقم ٥٠، ومناقب الكوفي ١/ ٩١، والترمذي ٥/ ٥٩٢ رقم ٣٧١٤ بلفظ «اللَّهُمَّ أَدِرِ الحَقِّ مَعَ عَلِيٌّ حَيْثُ دَارَ» وَقَالَ: صحيح، وفي المستدرك ٣/ ١٢٤، بلفظ: «رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا، اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ»، وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَرَوَى أَيْضًا ٣/ ١٢٤: «عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِي، لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، ومسند أبي يعلى ٢/ ٣١٨ رقم ١٠٥٢، بلفظ: «أَلَا أُخْبرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «خِيَارُكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ»، قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «الْحَقُّ مَعَ ذَا الْحَقُّ مَعَ ذَا»، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤٤٨ - ٤٤٩ رقم ١١٧٢، والخطيب في تاريخه ١٤/ ٣٢٠.