باب في ذكر أفضل التجارة وهو الجهاد وهو الثاني عشر
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ لِدَاعِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ، أَوْ كَانَ مُنْتَظِراً لِقَائِمِنَا كَانَ كَالْمُتَشَحِّطِ(١) بَيْنَ سَيْفِهِ وَتُرْسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِدَمِهِ)).
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ فَيَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، ثُمَّ يَدْعُو(٢) خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ كَانَ اللهُ هُوَ الْمُنْتَصِرَ لِنَفْسِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: مَا مَنَعَكُمْ إِذَ(٣) رَأَيْتُمُونِي أُعْصَى أَلَّا(٤) تَغْضَبُوا لِي(٥)؟)).
  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالرَّحْمَةِ وَاللُّحْمَةِ(٦)، وَجَعَلَ رِزْقِي فِي ظِلِّ رُمْحِي، وَلَمْ يَجْعَلْنِي حَرَّاثاً وَلَا تَاجِراً، أَلَا إِنَّ مِنْ شِرَارِ عِبَادِ اللهِ الْحَرَّاثِينَ وَالتُّجَّارَ إِلَّا مَنْ أَعْطَى الْحَقَّ وَأَخَذَ الْحَقَّ)).
(١) تشحط المقتول بدمه أي: اضطرب فيه. (هامش ج، هـ).
(٢) في (د، هـ): يدعوا. بألف بعد الواو. وفي هامش (ب) ما لفظه: كان هنا ألف بعد الواو ولا معنى لكتابته، لأن الواو واو الفعل، لا واو الجماعة، لوجود الفاعل، وهو خيارُكم، وما كتب إلا للفرق بين واو الفعل في مثل هذا وواو الجماعة في مثل: القوم لم يدعوا فتأمل، والله ولي التوفيق. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٣) في (و): إذا.
(٤) لا زائدة، كقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ إِذۡ رَأَيۡتَهُمۡ ضَلُّوٓاْ ٩٢ أَلَّا تَتَّبِعَنِۖ}[طه: ٩١]، أو يحمل على أن منع بمعنى حمل أي: ما حملكم على عدم الغضب لي فتأمل، والله ولي التوفيق. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش أ).
(٥) في (أ، ج): لغضبي.
(٦) اللحمة - بالضم - القرابة. تمت هامش (أ، د، هـ، ز). وزاد في هامش (أ) ما لفظه: وفي الجامع الصغير للسيوطي: بعثت مرحمة وملحمة.