باب في ذم الخمر والسكر وهو الرابع عشر
  أبي أويس، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب #: أنه كان يجلد في قليل ما أسكر كثيره كما يجلد في الكثير.
  وبإسناده عن علي # أنه قال: (نُهِينَا أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى سَكْرَانَ فِي حَالِ سُكْرِهِ).
  وقال علي #(١): قال رسول الله ÷: ((مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ(٢) حَرَامٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ مُسْكِراً)).
  وبإسناده عن أمير المؤمنين أنه قال: (لَا أَجِدُ أَحَداً يَشْرَبُ خَمْراً وَلَا نَبِيذاً مُسْكِراً إِلَّا جَلَدتُّهُ الْحَدَّ ثَمَانِينَ).
  قال يحيى بن الحسين #: إنما سمي الإنسان إنساناً لما فيه من طبع النسيان، وسميت السماء سماءً لسموّها وعلوها واستقلالها وارتفاعها، وسميت الريح ريحاً لما فيها من الروح، وسميت الجن جناً لاستجنانها عن الأبصار، وكذلك كثير من الأشياء لم تُسم إلّا لمعنى، من ذلك ما تسمَّى الطلعة طلعة لطلوعها من جذعها، وكذلك سمي الرطب رطباً لرطوبته ولينه، وكذلك الخمر سميت خمراً لمخامرتها العقل وإفسادها له، فكل ما خامر العقل فهو خمر.
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).
(١) في (ز): وقال # قال رسول الله ... إلخ.
(٢) في (ز): فالقليل منه حرام ... إلخ. وفي هامش (ز): فقليله. نخ.