درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر

صفحة 139 - الجزء 1

  والأنصاب: أنصاب الجاهلية التي كانوا ينصبونها لعبادتهم يعبدونها من دون الله، وهي اليوم موجودة⁣(⁣١)، وفي آثارهم منصوبة على حالها قائمة منذ عهدهم.

  والأزلام: القداح التي كانت تضرب بها وتستقسم بها، وتجعلها⁣(⁣٢) حكماً في كل أمرها، عليها كتب [لهم]⁣(⁣٣) وعلامات لهم، فأخبر الله تعالى أن ذلك كله باطل من فعلهم⁣(⁣٤).

  وبإسناده عن أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب]⁣(⁣٥) # أنه قال لعمر بن الخطاب حين كان من أمره وأمر قدامة بن مظعون⁣(⁣٦) الجمحي ما كان، حين كان من قدامة شرب الخمر فحده أبو هريرة بالبحرين وهو إذ ذاك عليها لعمر، فقدم قدامة على عمر فشكا أبا هريرة، فبعث إليه عمر فأشخصه، فقدم أبو هريرة معه⁣(⁣٧) بالشهود الذين شهدوا على شرب قدامة للخمر، وكان ممن قدم معه الجارود العبدي، فلما قدم عليه أبو هريرة فسأله عن أمر قدامة، فأخبره أنه جلده في الخمر، فسأله عمر البينة، فجاء بالشهود، فالتقى عبد الله بن عمر بالجارود العبدي، فقال له عبد الله بن عمر بن الخطاب: أنت الذي شهدت على خالي أنه شرب الخمر؟ قال: نعم، قال: إذاً لا تجوز شهادتك عليه، فغضب الجارود،


(١) أي: في زمانه # في أواخر القرن الثالث الهجري.

(٢) في (ب): ويستقسم بها ويجعلها ... إلخ.

(٣) ساقط من (ب).

(٤) في (ب، هـ): فعالهم.

(٥) زيادة من (ب).

(٦) بالظاء المعجمة. (هامش هـ، ز).

(٧) في (ج، ز): عليه.