درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر

صفحة 138 - الجزء 1

  العرب إسلاماً، فأسلموا وهاجروا وأقاموا بالمدينة؛ فسقموا لمقامهم بها، وعظمت بطونهم، واصفرت ألوانهم، وساءت أحوالهم؛ فسألوا رسول الله ÷ أن يخرجوا إلى إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فأذن لهم، فخرجوا إليها؛ فشربوا من ألبانها وأبوالها فتصححوا فيها، فَلَمَّا برئوا مما كان بهم، وصحُّوا من سقمهم، وعادوا إلى أحسن حالهم - عَدَوا على رعاء الإبل فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وذهبوا، فبلغ ذلك النبيء ÷ فبعث في آثارهم فأخذهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَلَ⁣(⁣١) أعينهم، ثم طرحهم في الشمس حتى ماتوا، فعوتب النبيء ÷ في أمرهم، وأنزل الله الآية في بيان⁣(⁣٢) من فعل كفعلهم فقال: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ اُ۬لذِينَ يُحَارِبُونَ اَ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ}⁣[المائدة: ٣٥] الآية.

  فمعنى قوله: {أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ}، يريد: ويصلبوا، والألف هاهنا صلة للكلام كقوله: {وَأَرْسَلْنَٰهُ إِلَيٰ مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَۖ ١٤٧}⁣[الصافات].

  قال يحيى بن الحسين ~ في قول الله تبارك وتعالى⁣(⁣٣): {۞يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا اَ۬لْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَٰمُ رِجْسٞ مِّنْ عَمَلِ اِ۬لشَّيْطَٰنِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَۖ ٩٢}⁣[المائدة] [قال يحيى #]⁣(⁣٤) الخمر: ما خامر العقل فأفسده، فما أفسد كثيره كان حراماً قليلُهُ.

  والميسر هو: النرد والشطرنج والقمار كله.


(١) سَمْل العين: فَقْؤُها بحديدة محماة. (مختار).

(٢) في (ز) وهامش (ج): شأن.

(٣) في (أ، ز): في قوله تعالى.

(٤) ساقط من (ب).