باب في ذكر الوصايا وهو التاسع عشر
  بعد رسولك، والداعي إلى طاعتك، والمجاهدُ لمن عَنَدَ عن دينك وإجابتك واتباع سنة نبيك ÷، الباذلُ لنفسه(١) وماله لك، الشاهرُ سيفه دون حقك وفي أمرك وأمام رسولك، الصابرُ لك، والمصطبرُ في طاعتك في السراء والضراء، والشدة واللأواء(٢)، أولى الناس بك وبرسولك، وأعظمُهم عناءً في أمرك وسبيلك، ويتقربُ إليك بولايته ومودته، وبولايةِ من تولاه، ومعاداةِ(٣) من عاداه، ويشهدُ أنه أحقُّ خلقك بمقام رسولك #، وأنه خليفته من بعده في عبادك، اخترته لهم، وافترضت طاعته من بعد رسولك عليهم {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحْيَيٰ مَنْ حَـِۧيَ عَنۢ بَيِّنَةٖۖ وَإِنَّ اَ۬للَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌۖ ٤٣}[الأنفال].
  اللهم إني أُشْهِدُكَ يا ربِّ، وكفى بك شهيداً، وأُشْهِدُ حملةَ عرشك، وأهل سماواتك وأرضك، ومن ذرأت وبرأت(٤)، وخلقت وفطرت، وركبت وجعلت، وصورت ودبرت - بأنك أنت اللهُ لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنَّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنَّ الله يبعث من في القبور، وأنك واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لم يلد ولم يولد(٥)، ولم يكن له(٦) كفواً أحد، لا شريك لك ولا نظير، ولا ند لك ولا عديل، لا يشبهك شيء، وليس كمثلك شيء، وأنت
(١) في (ج، هـ ز): نفسه.
(٢) اللأواء: الشدة. (قاموس).
(٣) في (د، هـ، و، ز): وبمعادات.
(٤) في (ب): ومن برأت وذرأت.
(٥) في (ج): لم تلد ولم تولد.
(٦) في (أ، ج): لك.