درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر الوصايا وهو التاسع عشر

صفحة 150 - الجزء 1

  السميع البصير، ولا تحيط بك الأقطار، ولا تجنك البحار، ولا تواري منك الأستار، ولا تحدق بك السماوات والأرضون، ولا يتوهمك بتحديد المتوهمون، ولا يستدل عليك المستدلون إلا بما دللت به على نفسك من أنك أنت سبحانك الواحد الجليل، فالخلق عليك دليل، وأنك لا تقضي بالفساد، ولا تجبر على العصيان العبادَ، بريءٌ من أفعالهم، تقضي بالخير وتأمر به، وتنهى عن الفجور والبغي وتعذب عليه، صادق الوعد والوعيد، الرحمن الرحيم بالعبيد، أقول فيك بما ذكرت من العدل والتوحيد، وتصديق الوعد والوعيد، قولاً مني مع من يقول به، وأكفيه من أبى القبول له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  اللهم مَنْ شَهِدَ على مثل ما شهدت عليه وبه فاكتب شهادته مع شهادتي، ومن أبى فاكتب شهادتي مكان شهادته، واجعل لي به عهداً يوم ألقاك فرداً؛ إنك لا تخلف الميعاد.

  ثم يوصي يحيى بن الحسين⁣(⁣١) من بعد ما شهد به لله من شهادة الحق كل من اتصل به وعرفه أو لم يعرفه، من والد وولد أو قريب أو بعيد - بتقوى الله وحده لا شريك له وبطاعته، والاجتهاد له في السراء والضراء، والخوف منه والمراقبة له؛ فإنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والأمرِ بالمعروف الأكبر، والنهيِ عن التظالم والمنكر، والإرصادِ⁣(⁣٢) لأمر الله، فمن علم أنه مستحقٌّ للقيام بأمر الله، مستأهلٌ له، فيه الشروط التي يجب له بها القيام والإمامة: من


(١) في (أ، ج): ثم يوصي يحيى بن الحسين # ... إلخ.

(٢) الإرصاد: الإعداد، وأرصدت له: أعددت له. (هامش أ، هـ).