باب في ذكر الوصايا وهو التاسع عشر
  الدين، والورع، والعلم بما أحلَّ الكتابُ وما حرَّمَ من الأسباب، والحلم، والشجاعة، والسخاء، والرأفة بالرعية، والرحمة لهم، والتحنن عليهم، والتفقد لأمورهم، وترك الاستئثار عليهم، وأداء ما جعل الله لهم إليهم، وأخذ ما أمر الله بأخذه من أيديهم على حقه، وصرفه في وجوهه، وإقامة أحكامه وحدوده، والثقة بنفسه على عباد ربه(١) - فَلْيَقُمْ للهِ بفرضه، وليدعُ الناس إلى نفسه، وجهاد أعداء ربه(٢)، والأمر بالمعروف الأكبر والنهي عن المنكر، لا يَنِيئُ ولا يفتر، ولا يَكِلّ ولا يقصر، فإن ذلك فرض من الله عليه لا يسعه تركه، ولا يجوز له رفضه، واجبٌ عليه في الخوف والأمن، والرخاء والشدة، والمحنة والبلاء.
  ومن لم يثق بنفسه، ولم يكن كاملاً في كل أمره فليتق الله ربه، ولا يدخل في شيء من هذا؛ فإنه ليس له ذلك، وليرصد لأعداء الله، وليعد سلاحه وما قدر على إعداده، ولينتظر أن تقوم(٣) لله حجة من أهل بيت نبيه - مَنْ فيه هذه الشروط - فينهض معه، ويبذل نفسه وماله؛ فإن ذلك أقرب ما يتقرب به إلى الرحمن، ويطلب به الفرار من النيران، ومن مات من المؤمنين منتظراً لذلك مات شهيداً مقرباً، فائزاً عند الله مكرماً.
  ثم يسأل يحيى بن الحسين(٤) ويطلب من والده [وولده](٥) وولد ولده إلى
(١) في (أ، ج، د): عبادة ربه.
(٢) في (ب، ج، د، هـ، و، ز): أعدائه. والمثبت من (أ).
(٣) في (د، هـ، ز): يقوم.
(٤) في (أ، ز): ثم يسأل يحيى بن الحسين # ... إلخ.
(٥) ساقط من (ب).