باب في السير وهو العشرون
  وقال رسول الله ÷: ((لَأَنْ أَكُونَ فِي شِدَّةٍ أَنْتَظِرُ رَخَاءً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي رَخَاءٍ أَنْتَظِرُ الشِّدَّةَ)).
  وكأني بالفرج قد أقبل، وبالنعيم قد أطل(١)، وبالنصر قد نزل، فقد تراكمت الفتن، وجل ما نحن فيه من تعطيل الكتاب والسنن، وظهور السفاح، وخمول النكاح، وظهور الرويبضة(٢) من الناس، وشرب الخمور، وارتكاب الشرور، وأكل الربا، وقبول الرشا، والجري في ميدان الهوى، وجور السلطان، وتهيج الشيطان، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قد نرى وننظر ذلك كله في دهرنا هذا الذي أخرنا له وأبقينا إليه، فكأني بيعسوب(٣) الدين قد ضرب بذنبه، وجأر إلى ربه، فأجاب الله دعوته، ورحم فاقته، وكشف غمته، وأنزل نصرته، وأظهر حكمه، وانتعشه بعد هلاكه، وأحياه بعد وفاته، وقواه بعد ضعفه برجل من أهل بيت نبيه، فيظهره في بعض أرضه، ويقيم به عمود الدين، ويعز المسلمين، ويفل الكافرين، ويذل الفاسقين، ويحكم بكتاب رب العالمين، يمكن الله له في أرضه وطأته، ويظهر كلمته، ويعز دعوته، ويشبع به البطون الجائعة، ويكسو به الظهور العارية، ويقوي به ضعف المستضعفين، ويزيل به
(١) في (ب، د، هـ، و، ز): أظل. والمثبت من (أ، ج).
(٢) في النهاية: وفي حديث أشراط الساعة: ((وأن تنطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة))، الرويبضة: تصغير الرابضة، وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة، والتافه الخسيس الحقير. انتهى، من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش أ).
(٣) اليعسوب: ملك النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه. (هامش هـ).