باب في السير وهو العشرون
  قال يحيى بن الحسين #: نرجو أن يكون الله قد قرَّب ذلك وأدناه، وذلك أنا نرى المنكر قد ظهر، والحقُّ قد دَرَسَ وغُيِّرَ(١)، وقد قال الله: {فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦}[الشرح]، وقال: {۞حَتَّيٰ إِذَا اَ۪سْتَيْـَٔسَ اَ۬لرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُۨجِے مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ اِ۬لْقَوْمِ اِ۬لْمُجْرِمِينَۖ ١١٠}[يوسف].
  وقال رسول الله ÷: ((اشْتَدِّي [أَزْمَةُ](٢) تَنْفَرِجِي)).
= سَمَّاهُ النَّبِيُّ ÷، وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الخُلُقِ، وَلاَ يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً)).
وأخرج الترمذي وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَلِيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِيءُ اسْمُهُ اسْمِي)).
وأخرج أبو داود، والحاكم، وابن ماجه، والطبراني، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ÷: ((الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ)) فدلّت هذه الأخبار على أن اللاحقين يكونون من أهل البيت كالسابقين.
والأحاديث في المهدي وكونه من أهل البيت متواترة.
قلت: الأخبار النبوية، والبشائر العلوية، بإمام الأمة، وختام الأئمة، المهدي لدين الله، محمد بن عبدالله ابن رسول الله ÷ أكثر من أن تحصر؛ والأمر فيه كما قال شارح نهج البلاغة، عند قول الوصي ~ (قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا)؛ ما نصه: وقد وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا عليه. انتهى.
وما زال أئمة آل محمد À يبشِّرون به وينتظرون الفرج من الله تعالى بأيامه، يوصي بذلك أولُهم آخرَهم، ويبلغ سابقُهم لاحقَهم ...... الخ البحث فطالعه هناك موفّقاً.
(١) دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عَفَا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً: أَي محَتْه. (لسان العرب باختصار).
(٢) زيادة من (د) وهامش (و).