درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 31 - الجزء 1

  وأتباعهم الطاهرين $، ولم يوجد مثل ذلك للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $، مع أن الكل منهم يغترف من بحره الزاخر، ويعترف له بالحظ الوافر، وإنما شغله عن ذلك شغل الجهاد، ومعاناة أهل الفساد⁣(⁣١)، فكان أكثر وقته لا يتمكن من إملاء مسألة إلا وهو على ظهر فرسه، ولقد حكي عنه في يوم من أيام حروبه، وقد اعترض له سائل يسأله مِنْ لَدُنْ أَمَرَ بإسراج فرسه إلى أن استوى على⁣(⁣٢) متنه، ثم إلى أن زحف إلى عدوه وهو يجيبه، فلما تراءى الجمعان وألح عليه ذلك الإنسان أنشد هذه الأبيات متمثلاًً:

  ويل الشجيِّ من الخليّ فإنه ... نَصْبُ الفؤادِ بشجْوِه مغمومُ

  وترى الخليَّ قريرَ عينٍ لاهياً ... وعلى الشجيِّ كآبة وهمومُ

  ويقولُ ما لك لا تقول⁣(⁣٣) مقالتي ... ولسان ذا طلقٌ وذا مكظومُ

  فرأيت أن أجمع في كتابي هذا مما حفظت فيه من رواية الهادي إلى الحق #؛ تقرباً إلى الله تعالى، وإلى الإمام الهادي إلى الحق #، رجاء أن أحشر في زمرته، و [أن]⁣(⁣٤) أدخل في شفاعة جده ودعوته.

  وتوخيت⁣(⁣٥) بذلك ما حدثنا به الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين عبد الله بن حمزة بن سليمان - أعز الله أنصاره -، يرفعه إلى النبي ÷ أنه قال:

  ((نَضَّرَ⁣(⁣٦)


(١) في (و): العناد.

(٢) في (ب، د، هـ، و): في.

(٣) في (و): لا تجيب.

(٤) زيادة من (أ، ج).

(٥) أي: قصدت. (هامش أ).

(٦) أي: حسَّن. (هامش أ، هـ).