درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب خامس: في الصلاة وفضلها

صفحة 68 - الجزء 1

  قال يحيى بن الحسين ~: ومن أحبَّ أن يقنت بقنوت علي بن أبي طالب بعد التسليم فقد كان يقول: (اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَتِ الأبْصَارُ، وبُسِطَتِ الْأَيْدِي، وَأَفْضَتِ القُلُوبُ، وَدُعِيتَ بِالألْسُنِ، وتُحُوكِمَ إِلَيْكَ فِي الْأَعْمَالِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ بَينَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحينَ، نَشْكُوا إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيئِنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، وَشِدَّةَ الزَّمَنِ، وَتَظَاهُرَ الْفِتَنِ⁣(⁣١)، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا بِفَتْحٍ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّ بِهِ⁣(⁣٢)، وَسُلْطَانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، إِلَهَ الْخَلْقِ⁣(⁣٣) آمِين).

  قال يحيى بن الحسين ~: وكان أمير المؤمنين # يقنت بلعن رجال سماهم⁣(⁣٤) بأسمائهم، منهم معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبو الأعور السلمي، وأبو موسى الأشعري.

  وبإسناده أن النبي ÷ صلى بالناس آخر صلاة صلاها في مرضه الذي قبض فيه ÷ وعليه شَمْلةٌ خَيْبَريَّة عاقداً بين طرفيها في قفاه.

  وبإسناده عن النبي ÷ أنه قال: ((إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَزْكُوَ صَلَاتُكُمْ فَقَدِّمُوا خَيَارَكُمْ)).

  ومن ذلك ما يروى أَنَّه أتى بني⁣(⁣٥) مجمّم⁣(⁣٦) فقال: ((مَنْ يَؤُمُّكُمْ؟)) قالوا: فُلَانٌ، فقال: ((لَا يَؤُمَّنَّكُمْ ذُو جُرْأَةٍ فِي دِينِهِ)).


(١) في (ب، ز): وتظاهر الفتن وشدة الزمن.

(٢) في (ج، و): نعز به.

(٣) في (ب، ج، د، هـ، و، ز): الحق. والمثبت من (أ).

(٤) في (هـ، ز): يسميهم.

(٥) في (ب، د، هـ، و): ببني.

(٦) مجمم بالجيم وبعدها ميمين. (هامش أ، ج).