باب ثامن: في ذكر الحج
  يحج، ثم أَذّن(١) في العاشرة(٢)، فقدم المدينة بشرٌ كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله ÷ ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إليه(٣) كيف أصنع؟، فقال: ((اغْتَسِلِي واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي)) فصلى رسول الله ÷ في المسجد، ثم ركب ناقته القَصواء(٤)، حتى إذا استوت به ناقته في البيداء(٥) نظرت مدَّ بصري من بين يديه من راكب(٦)، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله ÷ بين أظهرنا يتنزل عليه القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل من شيء عملناه، فأهللنا(٧) بالتوحيد.
  لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
  وَأَهَلَّ الناس بهذا الذي يُهلّون به اليوم، فلم يرد عليهم رسول الله ÷
(١) في الناس، كذا في مسلم. (هامش أ).
(٢) أن رسول الله ÷ حاج ... إلخ كذا في مسلم. (هامش أ).
(٣) إلى رسول الله. تمت من مسلم. (هامش أ).
(٤) بفتح القاف. (هامش د، هـ).
(٥) في مسلم: على البيداء. (هامش أ).
(٦) وماشٍ. كذا في سنن الكلاعي[١]. (هامش أ، ج). وزاد في هامش (أ) بخطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # ما لفظه: وفي مسلم أيضاً، وما هو إلا سقط من الناسخ.
(٧) فأهلّ. كذا في مسلم. وهي الصحيحة. (هامش أ، ب). (من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
[١] كذا في الأصل ولم أعثر عليها، ولعلّ المراد بها: مغازي الكلاعي المسماة بالاكتفاء فقد ذكر هذا الحديث فيها.