درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ثامن: في ذكر الحج

صفحة 81 - الجزء 1

  متفرقاً⁣(⁣١) على حسب ما أملاه من المسائل في مناسك الحج، فأحببت أن أسرد الحديث على نسقه في صفة حج رسول الله ÷.

  حدثنا القاضي الأجل ركن الدين عطية بن محمد بن حمزة بن أبي النجم أيده الله تعالى بقراءتي عليه، عن والده ¥ بإسناده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبدالله فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ، فقلت: أنا محمد بن علي بن الحسين فأهوى بيده إلى ذؤابتي، فنزع زرّي الأعلى، ثم نزع زرّي الأسفل، ثم وضع كفه بين ثدييَّ، وأنا يومئذٍ غلام شابٌّ، فقال: مرحباً يا بن أخي، سَلْ⁣(⁣٢) عما شئت، فسألته يومئذ وهو أعمى، وجاء وقت الصلاة⁣(⁣٣) فقام في نساجة⁣(⁣٤) ملتحفاً بها، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه موضوع على المشجب⁣(⁣٥)، فقلت⁣(⁣٦): أخبرني عن حَجَّةِ رسول الله ÷ فعقد بيده تسعاً فقال: إن رسول الله ÷ مكث تسع سنين لم


(١) اعلم أنه أراد مؤلف الكتاب بقوله: رواه يحيى بن الحسين ... إلخ أنه ذكر أحكامه المفرّعة منه في الحجّ ولم يرد أنه أورده على طريق الرواية؛ فإنه ليس كذلك في الأحكام، وإنما نقل القاضي رحمه الله حديث جابر هذا من كتب المحدّثين فهو فيها من طريق جعفر بن محمد # عن جابر ¥، لا أنه من جملة رواية الهادي # التي وضع القاضي هذا الكتاب لها، ومن ثمة ابتدأ الإسناد عن القاضي عطية عن والده بإسناده، فاعرف ذلك، فإنه قد يتوهم بعض من يطلع عليه أنه من جملة رواية الهادي # والله أعلم. (هامش هـ) بتصرف.

(٢) في (ب): فسل.

(٣) في مسلم: وحضر وقت الصلاة. (هامش أ).

(٤) هي ضرب من الملاحف منسوجة كأنها سميت بالمصدر. انتهى نهاية. (هامش أ، هـ).

(٥) المشجب الذي يعلق عليه الثياب في طرف المكان. (هامش أ، هـ).

(٦) فصلى بنا فقلت: أخبرني ... إلخ كذا في مسلم. (هامش أ).