درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ثامن: في ذكر الحج

صفحة 84 - الجزء 1

  فقام سراقة⁣(⁣١) بن جعشم فقال: يا رسول الله، أَلِعَامِنَا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول الله ÷(⁣٢) بين أصابعه في الأخرى، وقال: ((دَخَلَت الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ⁣(⁣٣) هَكَذَا مَرَّتَيْنِ لِأَبَدِ الْأَبَدِ)).

  فقدم علي # من اليمن بِبُدْنِ النبي ÷ فوجد فاطمة ممن أحلّ ولبست ثياباً صبغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها علي # فقالت: أبي أمرني بهذا، فذهب إلى رسول الله ÷ محرشاً على فاطمة & للذي⁣(⁣٤) صنعت مستفتياً لرسول الله ÷ فيما ذكرت عنه وأنكر عليها، فأخبره فقال: ((صَدَقَتْ صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ))؟ قال: (قُلْتُ: اللَّهُمَّ إنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ)، قال: ((فِإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ فَلَا تُحِلَّنَّ))، قال: وكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي ÷ مائة بدنة، قال: فحل الناس كلهم، وقصّروا إلّا النبي ÷ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية وجّهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله ÷ فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، ثم ركب فأمر بقبة من شعر، فضربت له، فسار رسول الله ÷ ولم تشك قريش أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فجاء رسول الله ÷ حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له فنزل بها، حتى إذا زاغت


(١) بن مالك بن جعشم. كذا في مسلم. (هامش أ، ب).

(٢) أصابعه واحدة في الأخرى وقال ... إلخ كذا في مسلم. (هامش أ، ب).

(٣) مرتين، لا بل لأبد أبدٍ، وقدم عليٌ ... إلخ كذا في مسلم. (هامش أ).

(٤) في (و): بالذي.