باب ثامن: في ذكر الحج
  الشمس أمر بالقصواء، فرحلت(١) [له](٢)، فركب حتى أتى بطن الوادي، فخطب الناس فقال: ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي مَوضُوعٌ، وَدَمَاءُ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الحَارِثِ))، وكان مسترضعاً في بني سعد فقتله(٣) هذيل ((وَرِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِباً أَضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطّلِب، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، واتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بَأَمَانَاتِ اللهِ وَاسْتَحْلَلَتُمْ فُرُوجَهُنّ بِكَلِمَةِ اللهِ، ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ ألا يُوطِينَ فُرُشَكُمْ أَحَداً تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بَالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا مِنْ بَعْدِي إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللهِ وَأَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْهُ، فَما أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟)) قالوا: نشهد أنك قد(٤) بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة فرفعها إلى السماء وبطنها إلى الناس: ((اللّهُمَّ اشْهَدْ [اللّهمَّ اشْهَد اللّهُمَّ اشْهَدْ(٥)])) ثلاثاً، ثم أذَّن بلال وأقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما، ثم ركب رسول الله ÷ حتى
(١) أي: وضع عليها الرحل. وفي (ج): فَرُجِّلت.
(٢) زيادة من (ب، هـ، ز).
(٣) في (ب، و، ز): فقتلته.
(٤) في (د، هـ، و): أن قد.
(٥) زيادة من (أ). وفي (ج، د، و): ((اللهم اشهد اللهم اشهد)) ثلاثاً. وفي (ب، هـ، ز): ((اللهم اشهد)) ثلاثاً.