درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ثامن: في ذكر الحج

صفحة 87 - الجزء 1

  فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاةٍ، الحصاة منها مثل حصى الخذف⁣(⁣١)، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليّاً فنحر ما بقي من البُدْنِ وأشركه في هديه، ثم أمر ببضعة من كل بدنة فجعلت في قدر، فطبخت فأكلا من لحومها وشربا من مرقها، ثم أفاض رسول الله ÷ إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: ((انْزِعُوا يَا بَنِي عَبْدَالْمُطَّلِب، فَلوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ)) فناولوه دلواً فشرب.


(١) قال الدًّوَّاري: وحصى الخذف: [الحصى الذي يعتاد الإنسان] أن يرمي به صاحبه الغافل ليلتفت إليه، وهي دون قدر الأنملة طولاً وعرضاً، قال: وليس ذلك تحديد شرعي بل يسوغ بدون ذلك وفوقه. ويقرب أنه من قدر نوى الدْوم إلى الرطل، فأما من رمى بصخرة عظيمة يحملها باليدين أو بقدر حبة السمسم فيقرب أن مثل ذلك لا يجزي؛ لأن مثل ذلك لا يسمى رمياً. انتهى شرح الهداية. (هامش ز).