درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ثامن: في ذكر الحج

صفحة 86 - الجزء 1

  أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة⁣(⁣١) بين يديه واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً ثم غاب القرص، وأردف أسامة بن زيد خلفه، ودفع رسول الله ÷ وقد شنق القصواء بالزمام، حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: ((أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَة السَّكِينَة))، وكلما أتى على حبل من الحبال أرخى لها حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذانٍ واحد وإقامتين، ولم يسبّح⁣(⁣٢) بينهما، ثم اضطجع رسول الله ÷ حتى إذا طلع الفجر [قام]⁣(⁣٣) حين تبين له الصبح فصلى الفجر بأذانٍ واحد وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فقام عليه واستقبل القبلة، فدعا الله ø وهلَّله وكبّره ووحّده، ولم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، ثم دفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن العباس، وكان حسن الشعر أبيض، فلما أن دفع رسول الله ÷ مرَّ بالظعن فطفق ينظر إليهن، فوضع رسول الله ÷ يده على وجه الفضل، فحوّل الفضل وجهه من الشق الآخر لينظر، فحوَّل رسول الله ÷ يده من الشق الآخر، حتى أتى مُحسّر فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك إلى الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة


(١) الحَبْلُ: المستطيل من الرمل، وقيل: الضخم منه، وجمعه حِبَال، وقيل: الحِبَال في الرمل كالجبال في غير الرمل، ومنه حديث بدر: ((صعدنا على حبل)) أي: قطعة من الرمل ضخمة ممتدة، ومنه حديث ((وجعل حبل المشاة بين يديه)) أي: طريقهم الذي يسلكونه في الرمل. تمت نهاية.

(٢) أي: يتنفل بينهما. تمت هامش (ز).

(٣) من (أ).