درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب تاسع: في ذكر الموت والجنائز

صفحة 91 - الجزء 1

  بما تيسر وحضر من الدعاء، ولا يترك في الدعاء للميت إذا كان من الأولياء.

  وبإسناده أَنَّه لما قبض رسول الله ÷ قال القوم: ما ترون أين يدفن النبي ÷؟ فقال علي #: (إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ)، قالوا: حَدِّثْنَا، قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: ((لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كَمَا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيءٌ إِلَّا دُفِنَ فِي مَكَانِهِ)).

  فلما خرجت روحه ÷ مِنْ فِيهِ نَحَّوْا فِرَاشَهُ، ثُمَّ حفروا له موضعه، فلما فرغوا قالوا: ما ترى أنلحد أم نضرح⁣(⁣١) (⁣٢)؟ فقال علي #: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: ((اللَّحْدُ لَنَا وَالضَّرْحُ لِغَيْرِنَا))، فَلُحِدَ للنبيء ÷.

  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((مَنْ حَثَا فِي قَبْرِ أَخِيهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ تُرَابٍ كُفِّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ ذُنُوبُ عَامٍ)).

  وبإسناده عن علي # أَنَّه كان إذا حثا على ميت قال: (اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِكَ، وَإِيقَانًا بِبَعْثِكَ، هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ⁣(⁣٣) وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ). ثُمَّ قال: (مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرَابٍ حَسَنَةٌ).


(١) قال في مختار الصحاح: (الضَّرْحُ) التَّنْحِيَةُ وَالدَّفْعُ، وَالشَّقُّ فِي وَسَطِ الْقَبْرِ. وَاللَّحْدُ: الشَّقُّ فِي جَانِبِهِ. (منه باختصار).

(٢) في (ب): أيُلحد أم يُضرح.

(٣) في (ج، د، و، ز): وعد.