باب تاسع: في ذكر الموت والجنائز
  بما تيسر وحضر من الدعاء، ولا يترك في الدعاء للميت إذا كان من الأولياء.
  وبإسناده أَنَّه لما قبض رسول الله ÷ قال القوم: ما ترون أين يدفن النبي ÷؟ فقال علي #: (إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ)، قالوا: حَدِّثْنَا، قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: ((لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كَمَا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيءٌ إِلَّا دُفِنَ فِي مَكَانِهِ)).
  فلما خرجت روحه ÷ مِنْ فِيهِ نَحَّوْا فِرَاشَهُ، ثُمَّ حفروا له موضعه، فلما فرغوا قالوا: ما ترى أنلحد أم نضرح(١) (٢)؟ فقال علي #: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: ((اللَّحْدُ لَنَا وَالضَّرْحُ لِغَيْرِنَا))، فَلُحِدَ للنبيء ÷.
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((مَنْ حَثَا فِي قَبْرِ أَخِيهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ تُرَابٍ كُفِّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ ذُنُوبُ عَامٍ)).
  وبإسناده عن علي # أَنَّه كان إذا حثا على ميت قال: (اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِكَ، وَإِيقَانًا بِبَعْثِكَ، هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ(٣) وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ). ثُمَّ قال: (مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرَابٍ حَسَنَةٌ).
(١) قال في مختار الصحاح: (الضَّرْحُ) التَّنْحِيَةُ وَالدَّفْعُ، وَالشَّقُّ فِي وَسَطِ الْقَبْرِ. وَاللَّحْدُ: الشَّقُّ فِي جَانِبِهِ. (منه باختصار).
(٢) في (ب): أيُلحد أم يُضرح.
(٣) في (ج، د، و، ز): وعد.