نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نتيجة البحث

صفحة 60 - الجزء 1

  الانتظار وهو شائع في اللغة وفي القرآن كقوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥]، {نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}، {وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}، بل إن كثيراً مما ورد في القرآن من النظر ومشتقاته بمعنى الانتظار، وقد روي من شعر حسان قولُهُ:

  وجوهٌ يومَ بدرٍ ناظراتٌ ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص

  وحذف المضاف وإبقاء المضاف إليه غير قليل في اللغة وفي القرآن، وقد وضع له في علم النحو فصل مستقل كما في مغني اللبيب، وذكره علماء البيان وسموه إيجاز القصر، هذا في باب الإيجاز والإطناب والمساواة، وذكروه ثانياً في باب المجاز، وسموه مجاز الحذف، والقرينة على الحذف عقلية وهي استحالة الرؤية.

  ويؤيد ذلك من سياق الآية: أنَّ الله ذكر في الآية التي تليها صفتين للأشقياء فقال: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ٢٤ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}⁣[القيامة]. فقابل بين باسرة وناضرة، وعلى ما قلنا قابل أيضاً بين {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}، وبين انتظار الثواب، وعلى قول أهل التفسير الثالث لا يتم التقابل إلَّا بين الوصفين الأولين، والمناسب لجمال البلاغة هو الأول.

  وقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ[المطففين: ١٥] وقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣[الكهف: ١٠٥] ونحوهما من الآيات.