[الحب في الله والبغض في الله]
  الحب في الله والبغض في الله - الحياء
[الحب في الله والبغض في الله]
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: حب الحق، وبغض الباطل، وحب من أطاع الله قريباً كان أو بعيداً، وبغض من عصى الله قريباً كان أو بعيداً.
  قال الوافد: كيف أحب من أطاع الله قريباً كان أو بعيداً؟
  قال العالم: يسرك ما يسره، ويسوءُك ما يسوءه، وتدخل السرور عليه، وإن كان أعلم منك تعلمت منه، وإن كنت أعلم منه علمته، وحفظته في محضره ومغيبه، وواسيته وأعنته ورعيت صحبته، وجعلت ذلك لله وفي الله، ولا يكون في ذلك مناً ولا أذىً.
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: وراء ذلك الحياء من الله.
[الحياء]
  قال الوافد: بين لي ذلك.
  قال العالم: ذلك على ثلاث: أولهن أن يعلم العبد أن طاعة الله عليه، وأن رزقه على الله، أفلا يستحي العبد من الله أن يراه حريصاً على رزقه، كسلاناً عن طاعة ربه.
  يمن على قوم، أجسادهم معافاةٌ وعقولهم ثابتة، وقلوبهم آمنة، ونفوسهم طيبة، قد أحسن إليهم فلا ينظرون إلى شيء من قدرة الله فيتفكرون، وإلى نعمه عليهم فيشكرون، ولا إلى من كان قبلهم فيعتبرون، ولا إلى ذنوبهم فيستغفرون، ولا إلى ما وعدهم الله في الآخرة فيحذرون، أفلا يستحي من آمن بالله أن يراه مع أولئك مقيماً لابثاً؟ ومساكناً مواسياً؟ وحاضراً مجالساً؟
  وأما الثانية فإن الله أعطى وقضى، يعطي وهو راضٍ، أفلا يستحيي العبد من الله أن يرضى برضا ربه عند العطاء، ولا يرضى برضاه عند القضاء، كما يرضى برضاه عند العطاء.