الوافد على العالم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[المكين في يوم الدين]

صفحة 56 - الجزء 1

  وأصحابه - انظر إلى المنقول من بين أترابه، إلى ظلمة اللحد وترابه.

  أيها المفخور برجاله وماله، المعجب بأحواله وأشغاله - انظر إلى المقبور وتفكر في حاله.

  أيها المتطاول بعشائره وأحبابه، المسرور بعلومه وآدابه - انظر إلى من قَصَّر في شبابه، المختطف من بين أحبابه، هل منع منه حجابه؟ أو نفع أصحابه؟!

  أيها الجامع لأنواع العلوم - أعلمت ما سبق لك من المعلوم؟ أتدري أمقبول أنت أم محروم؟ أم محمود عند ربك أم مذموم؟!

  يا صاحب العلم والإفادة - أمعك خبر من الشقاوة والسعادة؟!

  أيها الناظر في الدقائق - ألك أمان من البوائق؟ هل علمت بالحقائق، حتى رضي عنك الخالق؟ ما حيلتك إن هتك سترك غداً في مشهد الخلائق؟

  المكين في يوم الدين - الحقير في الآخرة

[المكين في يوم الدين]

  قال الوافد: أخبرني من المكين في ذلك اليوم؟

  قال العالم: المكين في ذلك اليوم - من أخف في هذا اليوم.

  العظيم - من أتى الله بقلب سليم.

  المتين - من عرف الحق المبين.

  القوي الشجاع - من عرف الملك المطاع.

  الحازم الوفي - من ترك العمل الدني.

[الحقير في الآخرة]

  قال الوافد: من الحقير في ذلك اليوم؟

  قال العالم: الحقير من هو في رحمة فقير، الحقير من هو للذنوب أسير، الخاسر البائس - من هو من رحمة الله آيس، السقيم - من هو في النار مقيم، الحزين - من كان له من الشياطين قرين، الهالك - من سُلِّم إلى مالك.

  يا صاحب الحسن والجمال والفخر - عند انقطاع الآجال يَبْطل الجمال.

  يا كثير الأشغال - كأني بك يقلبك الغَسَّال، ماذا العجز والإذلال؟ كيف