نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الكون مع الصادقين]

صفحة 9 - الجزء 1

  وهذا التعبير قاله زين عابدين عصرنا ولقمانه السيد العلامة عبدالعظيم بن حسن بن الحسين بلَّ الله قبره ومن حوله بوابل الرحمة وأسكنهم مراتب العظماء في أعالي الجنة.

  فلله المنة العظيمة بأهل بيت الرحمة ومعدن الحكمة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة، فالواجب لطالب النجاة أن لا يطلب لنفسه التأويلات ولا ينجرَّ للأهواء المردية والأعذار الباردة ولأمر ما قال المصطفى ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً» فزيادة التاء في قوله: «تمسكتم» تدل على وجوب شدة التمسك وإلا زلت بعديم الهمة في الدين القدم.

  وقد مدح الله أصحاب الهمم العالية في الدين في قوله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧}⁣[النور]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}⁣[الحج]، وغير ذلك كثير.

  وما سبب ضلال من ضل من السابقين ومن بعدهم إلا اتباع الأهواء، وإيثار الدنيا على الآخرة، فضلوا وأضلوا، وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين # وهو يتشكى ممن استأثر عليه بقوله: (كأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}⁣[القصص]، بلى والله قرأوها ... إلى آخر كلامه #).