[الكون مع الصادقين]
  فالتساهل في الدين وادعاء الكمال ورد نصائح الحوَّل القُلَّب أهل العلم والتقوى واليقين من أقوى أسباب المخالفة للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، والعصيان العمد سيف باتر لأنياط قلب الدين بيقين، اسْمَعْ وافْقَهْ قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٥}[الصف]، تأمل أيها الناظر في قول كليم الله #: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} فعصيان العمد سبب في زيغ القلوب وسلب تنويرها، فليحذر كل طالب للنجاة غاية الحذر ويشغل باله بحديث رسول الله ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم».
  فالعالم العامل المخلص على خطر عظيم، والسعيد من اعتبر بغيره.
  نعم، يقع الخروج من الطريق المستقيم بسبب من عدة أسباب، منها: الهوى وحب الدنيا كما تقدم. ومنها: الحسد لبعض القادة في الدين، وكثرة الثناء والإقبال من الناس عليه فيدعو ذلك بعض الناس إلى الطعن والتنقيص في عرض من هذا حاله والإغراء به عند من يطيع ذلك الطاعن، ومن البلوى أن بعض الحاسدين يكون مطاعاً عند الكثير، وفي أصحاب رسول الله ÷ أعظم معتبر.