[في الحشمة وغض البصر]
  ولا تنسي من قد وصلن إلى تلك الحفر كيف تركن بيوتهن وأولادهن، وصرن في عداد المنسيات، رحلن عن الدنيا وقد مُلِئَتْ كتبهن خطايا بسبب القيل والقال، وحضور مجالس الغافلات عن ذكر الله.
  كثير من النساء تذهب إلى حفلة أو عرس فتعود بالشر على زوجها وأولادها تعود بالمطالبة لزوجها بما رأت مع بعضهن من الكسوة المرضية للشيطان والمسخطة للرحمن، فتحقر نعم الله عليها من الدين والعافية والستر وغير ذلك.
  فالحذر كل الحذر من حضور مجالس اللغو والغفلة فلا تورث تلك المجالس إلا الندامة، وقد حكى الله عنهم ذلك في كتابه، قال سبحانه وتعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ٤٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ٤٦ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ٤٧}[المدثر].
  هنا قصة ذُكِرَت في كتاب الله تحكي لنا حشمة المؤمنات التقيات والعفيفات الطاهرات، في ذكرها وتدبرها صحة القلوب من المرض وحياتها من الموت، تلك القصة ذكرت في سورة القصص من آية (٢٣) إلى آية (٢٦) وكان نزولها في سَفْرة نبي الله موسى # الشاقة، قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ٢٣