نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في الحشمة وغض البصر]

صفحة 120 - الجزء 1

  فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ٢٤ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٢٥ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ٢٦}.

  تأملي أيتها المؤمنة في حشمة هاتين المرأتين قيل - والله أعلم -: إنهما بنتا نبي الله شعيب، كيف أثنى الله عليهما بتجنبهما لمزاحمة أهل الفسوق واللهو من النساء والرجال، وبينتا العلة في خروجهما: أن أباهما شيخ كبير وإلا لما خرجتا من بيتهما، فلأجل ذلك يسر الله لهما من سقى لهما مع غاية العفة والطهارة، ويسر الله لهما من كفاهما بتعب رعي غنمهم عدة سنوات، ويسر الله لإحداهما الزواج بنبي من أولي العزم وهو موسى ~.

  فلو كان الاختلاط ومزاحمة الرجال مشروعاً لَمَدَحَ المجتمعين من الرجال والنساء على ذلك الماء ولم يذكر من أمر هاتين المرأتين شيئاً.

  ويا للعجب من هذا الزمان وأهله فلقد - والله - ذهبت الغيرة من الكثير من الرجال، يُطْلِقون لبناتهم ونسائهم عنانهن في السفر من غير محرم والاختلاط بالرجال الأجانب والغياب الأسابيع والشهور، وكل ذلك من أجل الأطماع الدنيوية.