[في تحمل الابتلاء]
  تريد الزواج ولو كانت مع أفقر الناس.
  وكذلك نعمة المحبة بينها وبين زوجها فهو لها محب، بعض النساء تفقد المحبة من زوجها ولو كانت غنية فتود أن زوجها يحبها ويرحمها ولو كانت فقيرة، فقلبها مشغول في الليل والنهار متى يطلقها أو يتزوج عليها.
  ومن تلك النعم نعمة العافية، فهي في عافية وغيرها في بلاء وأولادها كذلك وزوجها.
  ومن أعظم وأجل وأكبر النعم الدينُ بأن يكون زوجها مؤمناً وهي كذلك، بعض النساء مزوجة مع زوج قليل الدين فلا يحثها على الدين والقراءة وحضور مجالس العلم عند المؤمنات بل يعينها على المعاصي من الطرب وغيره.
  فمن رزقت بزوج مؤمن فلتحمد الله لأن بركته ودعاءه يلحقها، وعلى العاقلة التي لها من الله عناية وتوفيق أن تحدث نفسها دائماً بنعمة الله عليها مما هي فيه وتشكر الله على تلك الحالة من غنى أو فقر أو عافية أو بلاء، ما دام دينها معها فهي الرابحة، ولتذكر دقة الحساب يوم القيامة وأن الله يحاسب على مثقال الذرة، وأن الفائز من لقي الله خفيف المؤنة، قال أمير المؤمنين لولده @: (وَاعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَؤوداً الْمُخِفُّ فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ الْمُثْقِلِ، وَالْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ وَأَنَّ مَهْبِطَكَ بِهَا لَا مَحَالَةَ إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ).